كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 1)

وهكذا كان رحمه الله في كل ما يكتب أو يقول خفيف الظل والروح، لا يمل
مجلسه، وتود لو بقي معك اليوم كله لا يفارقك.
واليوم ونحن نكتب هذه السطور نشعر بالأسى لفقد "جبل من جبال العلم"
- كما وصفه أخي العزيز عبد الحميد البسيوني - حفظه اللّه ومتعه بالعافية.
وإذا كان الفساد قد القى بعاعه في هذه الأيام على حياتنا الأدبية، فإن الدهر قد
لا يجود بأمثاله، وإن عزاءنا أنه لم يمت بيننا، وستبقى الذاكرة تسترجع صورته
وعلمه ومواقفه النبيلة العظيمة، وسوف تخلده ماَثر 5 وكتبه وسيرته في خدمة التراث
العظيم لهذه الأمة التي كرمها اللّه عز وجل بلغتها ودينها، ولهذا فإن الباحثين مدعوون
إلى العكوف على دراسة منهجه وقراءة كتبه واستخلاص المعلومات والِإشارات حول
قضايا التراث المختلفة ونسخ المخطوطات الثمينة والنادرة التي نسخها او رآها،
وقبل هذا تمثل مراحل حياته التي أوصلته إلى هذه القمة العلياء من العلم والفضل،
والتي تصورها سيرة حياته الثرية بالتجارب، ثم الاستفادة من تلك التجارب التي
صقلته، والتي سطر كثيراَ منها في كتبه وهوامشه، فعليك رحمة اللّه يا ابا محمد،
وجزاك عما قذَمت خير الجزاء الذي يجزى.
***
18

الصفحة 18