كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 1)
النظر، ودلُوني على فوائد في الكتب، لم أكن أقف عليها لولا نظرُهم ومفاتشتُهم،
ولا زلت أقول: إننا حين نعلِّم ونخرِّج ابناءنا الطلبة إنما نقرا معهم العلمَ مرَّة أخرى،
بل رثما استفدنا منهم مثل الذي استفادوه منَّا، ولأمرٍ ما كان التلميذ قديماً يسفَى
"صاحباً" لشيخه: فاًبو يوسف ومحمد صاحبا ابي حنيفة، والربيع بن سليمان
المرادي صاحب الشافعي، وابن جني صاحب أبي عليئ الفارسيّ. . . وهلمَّ جزًا.
وهكذا مضت أيامي مع هؤلاء الأحباب، فقضيت معهم وبهم احلى الأوقات،
وسعدت بأكرم جِوار، ونَعِمْتُ بأرحَب دار، ولولا أكْبَادُنا التي تمشي على الأرض،
لَمَا كان لي عن هذه الديار مَذْهَبٌ ولا مُتَحَوَّل، ولا زلت مع تطاوُل الأيام وكُرُور
الليالي أجِدُ لَذْعَ تلك الدمعةِ ال! خينة التي تحدَّرت من عيني ساعةَ غادرت مكة، وأنا
أُنْشِد قولَ الشريف الرضيّ:
وتلفتَتْ عيني فمُذْ خَفِيتْ عَنَي الطُلولُ تلفت القلبُ
وما بَرح القلبُ يتلفت، وما زالت العين تشتاق حتى يأذن اللّه بلقاء.
النهُمَّ اجْزِ إخوانَنا هؤلاء خيرَ الجزاء، واربِطْ على قلوبهم، واجعلهم
موصولين بالعلم، بازَين به، حافظين لامانته. . . ".
ءه"
-.-
،هء
ء0"
-.-
،0ء
21
ء5*
-،هة