كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 1)
قلت: وقد راينا كثيراَ ممن تطاولوا على الدين وهزأوا به وسخروا منه في
مجالسيم، او في أعمالهم الأدبية -شعراً أو نثراَ- قد انتهى أمرهم إلى خسار
وبوار، بل إن منهم من رأى فقره بين عينينه، وراى عافيته تتفلت من بين يديه، مع ما
تراه من ظلام في وجوههم. . . " وَمَن يُهِنِ اَدلَّهُ فَمَا لَهرُ مِن مُّكرِمص" أ الحج: 18).
وتبقى بعد ذلك كلمة:
- لقد قلت من قبل إن أسلوب هذا الكاتب عذب مصفّى، والنهُمَّ نعم! لكن
شاب هذا الصفاء، وعكر هذه العذوبة بعض أوشاب مما يخالط الأساليب الشريفة،
تتسلل إليها لواذاً، وكأنها العدوى المهلكة، تتخلل ذرات الهواء، لا تحس بها إلا
وقد داهمتك في خلايا بدنك - عافاك اللّه - فلا تستطيع لها دفعاً ولا مرداً.
ومن ذلك ما جاء في كلام المؤلف الفاضل من هذا التركيب " موسيقى القرآن "
وهو تركيب رخو لين، لا يليق بجلال القرآن وبهائه، ولا تقل: لا بأس علينا من
تقارض مصطلحات العلوم، لأن فيه إثراء للغة، لا تقل هذا ولا تغتر به، لأنه مدخل
لبلاء عظيم، ولو فتحنا هذا الباب لفسد علينا كل شيء، فإن للكلام حدوداً ومعالم
ينتهي إليها، آَنسِيت أن منا من قال: إن القراَن رسم لوحة صفتها كيت وكيت؟ فجعل
المولى عزَّ وجلّ فناناً تشكيليّاً يحمل فرشاة يغمسها في ألوان، تعالى اللّه عما يفولون
علواً كبيراً.
لقد غئروا "النظم القرآني واتساقه " فجعلو 5 "موسيقى القراَن"، ئم غئروا
" العَرُوض " فجعلوه " موسيقى الشعر"، ثم غيَّروا " علم الصرف " فسمّوه "علم
الصوتيات "، وثم وثم وثم، وبالئه نستدفع البلايا!.
3 - -ء! دء'د
279