كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 1)

كثيراً بقضايا البلاغة من معان وبيان وبديع، فحين فشَر قوله تعالى: " وَمَحَرُوا
وَمَ! رَ اَلمحه " أ آل عمران: 54)، ذكر أن هذا من باب المشاكلة. واستشهد بقوله
عزَّ وجلّ: " وَجَزؤا سَيْثَةِ سمئثَةٌ ثئُهَأ" أ الشورى: 0 4)، وبقول ابي الرقعمق:
قالوا اقترح شيئاً نُجِدْ لك طبخه قلت اطبخوا لي جُبَّة وقميصاً
ومن جرأة الشيخ، بل قل: إنه من وفائه لعلومنا وتاريخنا، وأيضاَ من بره
بالعامة والارتقاء بأذواقهم وتوسيع مداركهم: ذكره لبعض مصطلحات العلوم
الدقيقة، كأصول الدين او علم الكلام، كالفرق بين صفات الذات وصفات الأفعال،
وصفات الربوبية وصفات الألوهية، وكأصول الفقه، من مثل قولهم: لَمْج الأصل
- لا يُعتد بالعارض - دلالة الاقتضاء واللزوم. . . وهكذا كان حال علمائنا وواعظينا
في كل الأزمان، كانوا يرون أن للعامة حقاً ونصيباَ مفروضاَ في هذه المعارف، إن لم
يكن من طريق العلم والِإحاطة، فمن باب الأنس بها والارتياح إليها.
وتذكر كتب التراجم والرجال أن حلقات الدرس والِإملاء كانت تجمع أشتاتاَ
من الناس، من العلماء وممن دونهم، بل إن الاباء كانوا يُحضرون اطفالهم مجالس
الِإملاء ويثبتون اسماءهم في طبقات السماع، بل كانت حلقات الدرس بالجامع
الأزهر إلى عهد ليس ببعيد تجمع عوام الناس يجلسون إلى كبار العلماء، كتفاً إلى
كتف مع طلبة العلم من أهل الاختصاص.
الشيخ وعلوم القرآن:
علوم القرآن: مصطلج يراد به الأبحاث المتعلقة بالكتاب العزيز، من حيث
معرفة اسباب النزول، وعلم القراءات والرسم، والمكي والمدني، والناسخ
والمنسوخ، والمحكم والمتشابه، والغريب والِإعراب إلى غير ذلك. وهذه القضايا
مبثوثة في كتب التفسير، على منازلها ومناسبتها في سور القرآن الكريم، لكن العلماء
افردوها بتاَليف خاصة، من أشهرها البرهان في علوم القرآن للزركشي، والِإتقان في
علوم القرآن للسيوطي. ويطوف الشيخ كثيراً بهذه العلوم.
286

الصفحة 286