كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 1)
أما أبرز علم من علوم القرآن يقف عنده الشيخ ويطيل الوقوف، ولا يزال يعتاده
يوماً بعد يوم فهو " علم الأشباه والنظائر" او "علم الوجوه والنظائر"، وهو علم يتناول
دوران الكلمة أو التركيب في القرآن على أوجه مختلفة، من حيث اختلاف المعنى
الدلالي للكلمة، أو اختلاف التركيب بالتقديم والتأخير. وقد أفرد هذا العلم بالتأليف
كثير من العلماء، منهم مقاتل بن سليمان، والدامغاني، وابن الجوزي، ومن امثلته ما
يذكره الشيخ حول قوله تعالى: "وَلَا تَقْنُلُؤآ أَؤلَدَ- شِى إئلَق نَخنُ نَرزُقُ! غ
فَىئاهُتم "] الأنعام: 1 5 1)، وقوله: " وَلَا نفنُلُوا أَؤلَدَكُتم خشيَةَ إمنَؤ نَخنُ نَرْزُقُهُغ! إِيَّاك! "
] الِإسراء: 31)، وقوله تعالى: " وَمَاَ أُهِل بِهِء لِغَيرِ اَدتَهِ " أ البقرة: 173)، وقوله:
" رَمَأ أُهِل لِنَيْرِ اَللَّهِ بِهِء" أ المائدة: 3).
ومن القضايا القرآنية التي يحتشد لها الشيخ احتشاداً: قضية دفع التعارض
والتناقض بين آي الذكر الحكيم، كقوله تعالى: " وَلَالَزِرُ وَازِزَ! رِئرَ أُخرَكث" 1 الأنعام:
164)، مع قوله: " لخمِلُوَا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَة يَؤمَ اَقئمَة وَمِق أَوْزَارِ ألًذِدى يُضلُونَهُو
بِغَيْرِعِلْوٍ " 1 النحل: 5 2)، وكقوله تعالى: " مَاَ أَ! ابَكَ مِنْ حَشًة فِنَ أدثه وَمَاَ أَصحَابَكَ مِن سَئئَة
فَن ئفسِلث" 1 ا لنسا ء: 9 7)، بإ زاء قوله: " قُلْ؟ ئِن عِندِ اَدئَهِ " 1 ا لنسا ء: 78).
أما أسرار النظم القرآني، وإيثار أسلوب على أسلوب، فهو مما يفيض فيه
الشيخ كثيراً، وهو يرجع فيه إلى محصول وافر ومحفوظ واسع من ثقافته الأزهرية
الغنية، لا إلى ما يقوله بعض مستمعي الشيخ ومريديه من أنه يُلْهم به إلهاماً، ويحدث
به تحديثاَ، وكأنه غير مسبوق او مشارك، ونحن لا ننكر أنَ اللّه يفتح على بعض عباده
فتحاً، فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، لكننا نقرر أن كثيراَ مما يذكره الشيخ معروف
ومذكور ومسطور في الكتب،، وفضل الشيخ انه يذكره إذ نسيه الناس، ويرعاه إ ذ
اهمله الناس، فهو يحيي ما درس، وينفخ فيما خمَد.
ولعل القارىء الكريم يسمح لي بالتذكير بصورة مما سبق به علماؤنا مما
يذكره الشيخ، وذلك ما ذكره الِإمام محمد بن ابي بكر بن عبد القادر الرازي
287