كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 1)

المتوفى سنة 660 هـ- وهو صاحب مختار الصَّحاح - قال في كتابه أنموذج جليل
في بيان أسئلة وأجوبة من غرائب آي التنزيل، في توجيه الَاية 32 من سورة الِإسراء:
"فإن قيل: كيف قال تعالى: " وَلَائَقْربُوا اَلزِفَى+" 1 الِإسراء: 32،، ولم يقل: ولا
تزنوا؟ قلنا: لو قال: ولا تزنوا، كان نهياَ عن الزنا لا عن مقدماته، كاللمس والمعانقة
والقبلة ونحو ذلك، ولما قال: " وَلَائَقْربُوْا" كان نهياَ عنه وعن مقدماته؟ لأن فعل
المقدمات قربان للزنا".
الشيخ وإنشاد الشعر:
الشيخ الشعراوي شاعر طويل النفس، شجي النغم، وإن كان هو لا يذكر هذا،
لكن زملاءه وعارفيه يذكرونه، ويروون انه انشد قصيدة طويلة أمام الدكتور طه حسين
رحمه اللّه يوم أن قدم إلى جدة في الخمسينات الميلادية في اجتماع الِإدارة الثقافية
بجامعة الدول العربية، ويذكرون ان الدكتور طه حسين طرب كثيراَ لهذه القصيدة.
والشيخ - كما هو معروف - متخرج في كلية اللغة العربية من كليات الأزهر
الشريف، وكانت مناهج الدراسة فيها في ذلك الزمان مما يُغذي الملكات ويُنَفي
المواهب، مع تلك الصفوة من العلماء المدرسين المشايخ إبراهيم حمروش ومحمد
علي النجار ومحمد الطنطاوي ومن إليهم.
والشعر يخ! على لسان الشاعر اللغوي فيحفظه ويرويه. ومحفوظ الشيخ من
الشعر عال وغزير جداَ، ويأتي في مقدمة محفوظه: ذلك الشعر المعروف بشعر
الشواهد، كشواهد اللغة والنحو والبلاغة والعروض، وشعر الشواهد هذا ينثال على
لسان الشيخ انثيالاَ، فما ذكر معنى لغوياَ، أو توجيهاَ نحوياَ، أو تفسيراَ بلاغياَ إلا
واستشهد له بالبيت والبيتين.
وإلى جانب شعر الشواهد هذا يتدفق الشيخ بعيون الشعر العربي من كل
العصور، من الجاهلي إلى احمد شوقي ومحمد إقبال، وله بشعر شوفي عناية
خاصة، وكأنه يستظهره استظهاراَ، ولا يقف إنشاد الشيخ عند الشعراء المكثرين
288

الصفحة 288