كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 1)
العربية. ويزعم المستشرق الألماني كرنكو أن "عَبيد بن شَرِئة شخصية وهمية اخترعها
ابن النديم، وكتب بذلك إلى خير الدين الزركلي، وقد نفت نبيهة عبود الشكوك التي
ثارت حول اخباره - انظر تحقيق ذلك في: الأعلام للزركلي 4/ 341، وتاريخ
التراث العربي لمحمد فؤاد سزكين: المجلد الاول. الجزء الثاني. التدوين التاريخي
ص 32، ومصادر الشعر الجاهلي لناصر الدين الأسد ص 240، والأمثال العربية
القديمة للمستشرق الألماني زلهايم ص 51.
ولا يزاحم التاريخ في أولية التصنيف في علومنا إلا ما ذكر به من ذلك التأليف
النحوي الذي قام به ابو الأسود الدؤلي بتكليف من امير المؤمنين علي بن
أبي طالب، حين فشا اللحن بين الناس وخيف على القرآن الكريم، وذلك في الخبر
الذي ذكره الوزير القِفطي المتوفى سنة 624 هـ، قال: "ورأيت بمصر في زمن الطلب
بأيدي الورَّاقين - أي باعة الكتب أو النُساخ - جزءاَ فيه أبواب من النحو، يجمعون
على أنها مقدمة علي بن أبي طالب التي أخذها عنه أبو الأسود الدؤلي ". إنباه الرواة
على أنباه النحاة 1/ 0 4.
نصف الكتب العربية:
ومهما يكن من أمر فإن علم التاريخ عند المسلمين من العلوم الضخمة، ويوشك
هذا العلم أن يكون نصف المكتبة العربية. وانظر تصديق ذلك في: علم قوائم الكتب
(الببليوجرافيا العربية) مثل الفهرست لابن النديم، ومفتاح السعادة لطاش كبري زاده،
وكشف الظنون للحاج خليفة، وذيله المسمَى: إيضاح المكنون لِإسماعيل باشا
البغدادي، ثم انظر من المصنفات الحديثة في هذا العالم - علم قوائم الكتب -:
" اكتفاء القنوع بما هو مطبوع " لِإدوارد فنديك، و" معجم المطبوعات العربية والمعربة"
ليوسف إليان سركيس، و"تاريخ الأدب العربي " للمستشرق الألماني كارل
بروكلمان، و" تاريخ التراث العربي " للدكتور محمد فؤاد سزكين، ثم انظر في فهارس
المكتبات العامة الكبرى الموزعة على الفنون، بل ادخل مكتبة من المكتبات الخاصة
التي يُعْنى أصحابها بجمع الكتب، وسترى في ذلك كله غلبة ظاهرة لعلم التاريخ.
295