كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 1)
تصانيفهم في هذا الفن طرائق شتى: فبعد كتاباتهم الأولى في السيرة النبوية والشمائل
والمغازي، جاءت تصانيفهم موزعة مفرقة على تراجم الصحابة والتابعين، والقراء
والمفسرين، والمحدثين والرواة، وفقهاء المذاهب الأربعة، والأصوليين، والشيعة
والمعتزلة، والزهاد والصوفية، والوعاظ والفصاص والمذكرين، والأدباء والشعراء،
واللغويين والنحاة، والأطباء والحكماء والفلاسفة، والقضاة، والخلفاء والوزراء،
والمؤرخين والنشَابين، ثم تراجم النساء، ولكل طائفة من هذه الطوائف كتب تراجم
خاصة بهم.
ثم يأتيلط هذا الفن أيضاَ في التراجم على البلدان، مثل أخبار مكة والمدينة
والقدس ومصر واليمن وبغداد والموصل والشام، وجرجان وأصبهان، وإربل
وواسط، والمغرب والأندلس، والكتب في هذين القطرين فيض زاخر.
وكذلك في التراجم على القرون: كالدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، لابن
حجر العسقلاني، والضوء اللامع لأهل القرن التاسع، لشمس الدين السخاوي، وما
جاء بعد ذلك إلى القرن الرابع عشر (انظر هذه السلسلة من التراجم على القرون في
كتابي: "الموجز في مراجع التراجم والبلدان " ص 74، وانظر كتب التاريخ
بمناهجها المختلفة في: "الوافي بالوفيات " للصفدي 1/ 47).
ثم تأتي التراجم العامة - وهي كتب التاريخ عند بعض الناس ممن يطنون أنها
كتب التاريخ فقط، ولا كتب للتاريخ غيرها - وهذه التراجم العامة على قسمين:
(ا) التراجم المرتبة على السنين، وذلك في كتب التاريخ المعروفة
بالحوليات، كتاريخ الأمم والملوك للطبري، والكامل لعز الدين بن الأثير،
والمختصر في أخبار البشر لأبي الفداء الملك المؤيد صاحب حماة، والعبر في خبر
من عبر (بالعين المهملة ولي! بالغين المعجمة) للذهبي، والسلوك للمقريزي،
والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي، وشذرات الذهب لابن العماد الحَنْبَلي.
(ب) التراجم المرتبة على الأسماء، ومن أبرزها وأشهرها: وفيات الأعيان
297