كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 1)
ومن فوائد هذا اللون من التأليف أنك ترى من حياة الشيوخ في تلك الكتب
وخاصة أمرهم، ودقائق سلوكياتهم ما لا تراه في كتب التراجم العامة والخاصة، وما
ظنك بتلميذ يكتب عن شيخه؟ والكتب في هذا اللون كثيرة، ومن أشهرها كتاب
" فهرسة ما رواه عن شيوخه ابو بكر محمد بن خير الِإشبيلي"، وأحب أن اسجل هنا
أن عناية العلماء المغاربة بهذا الفن أظهر وأبين من عناية العلماء المشارقة. وقد كتب
في ذلك كلاماَ جيداًالدكتور عبد العزيز الأهواني يرحمه اللّه، في العدد الثاني من
مجلة معهد المخطوطات بالقاهرة.
ثم تأتي التراجم أيضاَ في ذلك اللون من التأليف الذي يديره المصنفون حول
عَلَم واحد أو اثنين أو ثلاثة، ثم يستطردون من ذلك إلى تراجم أخرى بالتبعية
او المناسبة، كما ترى في: مناقب الِإمام أبي حنيفة وصاحبيه ابي يوسف ومحمد
ابن الحسن الشيباني، للذهبي، ومناقب الشافعي، للبيهقي، ومناقب الِإمام أحمد،
لابن الجوزي، والانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء: مالك والشافعي وأبي
حنيفة، لابن عبد البر، وتبيين كذب المفتري فيما نُسب إلى الِإمام ابي الحسن
الأشعري، لابن عساكر، وسيرة عمر بن عبد العزيز، لابن عبد الحكم، وسيرة عمر
أيضاً، لابن الجوزي، والمصباح المضيء في خلافة المستضيء لابن الجوزي
- وسأعيد حديئاً عنه مرة أخرى - ومحاسن المساعي في مناقب الِإمام أبي عمرو
الأوزاعي، لأحد رجال القرن التاسع، كما ذكر محققه وناشره ا لأمير شكيب أرسلان.
وتأتيك الشاجم أيضاً فيما يُسمى بكتب الحضارة الِإسلامية، مثل المعارف
لابن قتيبة، والمحبَّر والمنمَّق، كلاهما لابن حبيب، ومروج الذهب والتنبيه
والِإشراف، كلاهما للمسعودي، والأوائل، لأبي هلال العسكري، ولطائف
المعارف، لأبي منصور الئعالبي.
وتأتي التراجم أيضاَ في تلك الكتب التي يُظن أنها من كتب المسامرات
والمفاكهات والطرائف، مثل: اخبار الأذكياء، وعقلاء المجانين، وأخبار الحمقى
والمغفلين، وأخبار الظُزَاف والمتماجنين، وكل اولئك لأبي الفرج ابن الجوزي،
299