كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 1)

ومحاضرات الأدباء، للراغب الأصبهاني، والمستطرف من كل فن مستظرف
للِإبشيهي، والفلاكة والمفلوكين للدلجي، والكشكول والمخلاة، كلاهما للعاملي.
وهناك باب عظيم أيضاً من باب التراجم: هو ما يعرف بالسؤالاب، وذلك أ ن
يسأل عالم عالماً عن جملة من الرجال، مثل سؤالات أبي عبيد الَاجرِّي: أبا داود
السجستاني، وسؤالاب عثمان بن سعيد الدارمي: يحيى بن معين، وسؤالات أبي
عبدالرحمن السُّلمي صاحب طبقات الصوفية: الدارقطني، وسؤالات الحافط
السلفي: خميساًالحَوزي عن جماعة من اهل واسط.
وواضح ان هذه "السؤالات" تدور حول علم الرجال - وهو علم الجرح
والتعديل - لكنها مع ذلك اشتملت على تراجم لغير المحدثين، ثم تضمنت فوائد
جليلة في التاريخ وغيره، كما ترى مثلاً في "سؤالات الحافط السِّلَفي" المذكورة
(طبعة مجمع اللغة العربية بدمشق).
كتاب واحد:
ومن وراء ذلك كله: فإن التراجم تأتيك في غير مظانها - وهو في تراثنا باب
طويل جداً - حسبي أن أشير إلى شيء منه هنا، رغبة في إفادة طالب العلم المبتدىء
الذي قد تقع هذه المقالة في يده، اما أهل العلم وخاصته فهم أقدر مني على ذلك
وأبصر، ثم إنِّي أريد أيضاًان أؤكد على أن المكتبة العربية كتاب واحد، وان العلوم
يحتاج بعضها إلى بعض، وأنه لا يغني كتاب عن كتاب.
معلوم ان تراجم الصحابة تُلْتَمس من مصادرها: الطبقات الكبرى، لابن سعد،
والاستيعاب، لابن عبد البر، وأسد الغابة، لعز الدين بن الأئير، والِإصابة، لابن
حجر. ولكنك إذا اردت ترجمة صحابي على نحو كامل مستوعب، فلا بد لك من
النظر في كتب اخرى، منها دواوين السنة: صحاحها ومسانيدها، فقد أفرد أصحاب
السنن في دواوينهم كتبا وأبوابا تسمى: المناقب أو الفضائل، ويسميها الحاكم
النيسابوري في المستدرك: معرفة الصحابة. ولا غنى لك أيضاً عن النظر في كتاب
300

الصفحة 300