كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 1)
"هدي الساري مفدمة فتج الباري " لابن حجر، فقد أفرد فيه ابن حجر مكاناً ضخماً
لتراجم الصحابة والتابعين، لا تفل إنه سيكرر في كتابه هذا ما ذكره في كتبه الأخرى
مثل الاصابة أو تهذيب التهذيب، ولا تفل هذا، لان في كل كتاب من الفوائد ما ليس
في الآَخر (وانظر على سبيل المثال ترجمة: عكرمة مولى ابن عباس في "تهذيب
التهذيب " 7/ 263، وفي "هدي الساري " ص 425، وتأمل الفرق بين مساق الترجمة
في الكتابين).
ومن باب التماس التراجم من غير مظانها: ما تراه من تراجم اللغويين والنحاة
الأوائل في مقدمة معجم "تهذيب اللغة " للأزهري، وفي كتاب "المزهر" في علوم
اللغة للسيوطي، ثم ما نثره العلامة عبد القادر بن عمر البغدادي في موسوعاته: خزانة
الأدب، وشرح أبيات مغني اللبيب، وحاشيته على شرح قصيدة " بانت سعاد" لابن
هشام، وشرحه على شواهد شرح التحفة الوردية. وباب التراجم عند البغدادي باب
واسع جداَ لأن مكتبته كانت ضخمة جداً.
وقُلْ مثل هذا في كتاب المرتضى الزبيدي الضخم "تاج العروس " شرح
القاموس، ففي هذا الكتاب انساب وتراجم كثيرة جداً، وبخاصة ما يتصل
با لمتاًخرين.
وعلى ذكر اللغويين والنحاة، فإن اوسع ترجمة وأشملها لواضع النحو أبي
الأسود الدؤلي، تراها في كتاب " الأغاني " لأبي الفرج الأصبهاني، وما ابعد كتاب
الأغاني عن طبقات اللغويين والنحاة! وقد جاءت ترجمة ابي الأسود في الأغاني
طويلة جداَ استغرقت 38 صفحة من القطع الكبير - انظر: "الأغاني" 297/ 12 -
334 (طبعة دار الكتب المصرية).
والعلة في ذلك واضحة، وهي جامعة "التشيع" التي تجمع بين ابي الأسود
وأبي الفرج. على انه مما ينبغي التنبه له أن صلاح الدين الصفدي قد اعتبر "كتاب
الأغاني " من مصادر كتب التاريخ، ووضعه في قائمة "التواريخ الجامعة " كتاريخ
الطبري وما إليه (انظر: الوافي بالوفيات 1/ 0 5).
301