كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 1)
1778 هـ = 1958، وإنما كان تعويله على نسخة وحيدة كانت صورتها في مكتبة
المحدث الجليل الشيخ أحمد محمد شاكر.
ومما رأيت من النفائس مجموعة شعرية كتبت بخط نسخي جيد من خطوط القرن
السابع تقديراً، تشتمل على أشعار بشر بن أبي خازم، وتميم بن أُبيّ بن مقبل،
والطرماح بن حكيم. وهذه المجموعة الشعرية محفوظة في مدينة صغيرة تسمَّى
"جوروم" تقع في هضاب الأناضول في الوسط، إلى الشمال الشرقي من أنقرة
العاصمة، وعن هذه المجموعة نشر الدكتور عزة حسن دواوين الشعراء الثلاثة بدمشق.
أما نسخ المصاحف القرآنية، والمخطوطات الخزائنية - وهي التي جودت
وزينت لخزائن السلاطين والملوك، والمخطوطات المزوقة، فشيء بالغ الكثرة.
وهكذا امتلأت خزائن تركيا بالمخطوطات العربية التي تنافس في جمعها
السلاطين والوزراء ومشايخ الِإسلام، ووجهاء الناس حتى النساء، جمعوها من البلاد
التي طالها حكمهم ثم حفظوها وصانوها، كما يصون كرام الأبناء ودائع الآباء، وهذا
الحفط وتلك الصيانة قامت بهما تركيا العثمانية (الخلافة) وتركيا العلمانية
(الجمهورية) سواء بسواء.
وليس فضل الأتراك العثمانيين على اللسان العربي، وعلى الفكر العربي
محصوراً فقط في هذا القدر الكبير من المخطوطات العربية التي جمعوها وحفظوها،
بل قد جاءنا منهم خير كثير: جاءنا منهم أعظم وأجمع ما كتب في علم أحوال
الكتب، أو قوائم الكتب (الببليوغرافيا العربية)، وهو كتاب كشف الظنون عن أسامي
الكتب والفنون، لمصطفى بن عبد اللّه، كاتب جلبي، المعروف بالحاج خليفة، أو:
حاجي خليفة، المولود باستانبول سنة 1017 هـ- 1609 م، والمتوفى بها سنة
67 0 1 هـ = 657 1 م، وهذا الكتاب " من أوسع ما بأيدي الباحثين اليوم من الكتب المؤلفة
في استقصاء ذكر المؤلفات في الِإسلام، وأنفعها في بيان أحوال الكتب، كما يقول بلديُّه
العلامة الشيخ محمد زاهد الكوثري، وكيل المشيخة الِإسلامية في دار الخلافة العثمانية،
والمتوفى بمصر سنة 1371 هـ - في كتابه مقالات الكوثري ص 478.