كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 1)
في كم يُتلى القرآن؟ (1)
الفراَن كلام النّه، تنزيل من حكيم حميد، نزل به الروح الأمين جبريل عليه
السلام على قلب محمد! ي! ليكون من المنذرين، وقد أمر عليه السلام بتلاوته على
امته، وامرت امته بتلاوته وتدبر اَياته والعمل بها، وقد اثنى ربنا عزَّ وجلّ على عباد 5
التالين له، ففال تقدَّلست اسماؤه: " (نَ اَئَذِينَ شلُوتَ كِمَف اَدلًهِ وًأقَامُوأ اَلضحَلَؤهَ وَأَنفَقُوا
مِضَا رَزَقتَهُغ سِزا وَ! ريخَة يَزجُوتَ تخزَه لَن يرلبُورَ اإ بم لِوَفيَهُوْ لمجورَهُتم وَيَزِلدَهُم
مِن فَضلِه إِنَه عفُورشَ! وروك-مبم" افاطرأ.
ويأتي رمضان كل عام مذكراً بهذا النور المبين، فقد نزل الفرآن الكريم في ليلة
مباركة منه. والمسلم وإن كان مأموراً بقراءة الفرآن في كل وقت وحين، فإنه يجد لذة
وانساً حين يقرؤه في رمضان لا يجدهما في وقت آخر، ونعم إن الفرآن يطيب به الفم
ويزكو به العمل في كل اَن، ولكن اللّه يجعل لبعض الأيام ولبعض المواضع خصوصية
ليست لغيرهما، وقد روي عن محمد بن مسلمة، قال: قال رسول اللّه ع! ي!: "إن
لربكم في ايام دهركم نفحات فتعزَضوا لها"، مجمع الزوائد للهيثمي 0 1/ 231.
ولقد حفظت القرآن صغيراً، واشتغلت بعلومه كبيرأ، وقرأته على فحول
شيوخه واستمعته من كبار مقرئيه، ولا زلت مغموراً بنوره وضيائه، فهو معي في
مغداي ومراحي، وني حقَي وترحالي، والحمد دئه، ولكن حلاوته تعظم في فمي،
ونغمه يعذب في سمعي حين أقرؤه في رمضان، وفي الحرمين الشريفين، وكم كان
__________
(1) مجلة "الهلال"، فبرا ير 5 9 9 1 م.
336