كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 1)
يا نبي اللّه، إني أطيق أفضل من ذلك، قال: "فاقرأه في كل عشر"، قال: قلت:
يا نبي اللّه، إني اطيق أفضل من ذلك، قال: "فاقراه في كل سبع، لا تزد على ذلك "،
قال: فشددت، "فشدد علي"، وقال لي: "إنك لا تدري، لعلك يطول بك عمر".
قال فصرت إلى الذي قال لي النبيئ ع! ي!، فلما كبرت وددت أني كنت قبلت رخصة
نبي الله لمج. جامع الأصول في أحاديث الرسول، لمجد الدين بن الأثير 2/ 471،
472، وجمع للحديث طرقاَ أخرى.
وروي عن ابن عباس رضي اللّه عنهما أنه قال "لأن أقرا سورة أرتلها أحب إلي
من أن أقرا القرآن كله"، وروي عنه أيضاًانه قال: "لأن أقرأ القرآن في ئلاث احب
إلي من أن أقرا 5 في ليلة كما يقرأ هذرمة". والهذرمة: السرعة في الكلام والمشي،
وقال: هذرم في كلامه هذرمة: أي خلط، ويقال للتخليط: الهذرمة.
وثبت عن عبد اللّه بن مسعود رضي الله عنه: "ان رجلاً قال له: إني اقرأ
المفصل في ركعة واحدة، ففال عبد اللّه بن مسعود: أهذاً كهذ الشعر؟ إن أقواماً
يقرأون الفرآن لا يجاوز تراقيهم، ولكن إذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع"، أراد:
أتهذّ القرآن هذا فتسرع فيه كما تسرع في قراءة الشعر؟ والهذّ: سرعة القطع.
والمفصل من سور القرآن: من سورة الحجرات إلى سورة الناس، وقيل غير ذلك،
وسمي مفصلاَ لكثرة الفصول بين سور 5، او لقلة المنسوخ فيه، بصائر ذوي التمييز في
لطائف الكتاب العزيز للفيروزآبادي 4/ 194.
وسئل مجاهد عن رجل قرأ البقرة وآل عمران، ورجل قرأ البقرة، قيامهما
واحد، وركوعهما واحد، وسجودهما واحد، وجلوسهما واحد، أيهم افضل؟
فقال: الذي قرأ البقرة، ئم قرأ: " رَفُز ادافَرَقتَهُ لِنَقرًأ"عَلَى اَلتَاسِ عَكَ مُكمخ وَلَرتتَهُ لَنزِيلأبربر * - "
1 الِإسراء: 1106، وانظر بيان ذلك كله في: المرشد الوجيز ص 197، والتبيان في
آداب حملة القرآن للنووي ص 71.
وإذا كان كثيرمن الناس يشتدون ويجتهدون في ختم القرآن في رمضان أكثر من
340