كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 1)

مرة، فإن كثيراَ منهم ايضاً كان على السنة، وعلى المنهج الراشد المقتصد. فقد روي
ان أبا رجاء العطاردي - وكان إماماً كبيراً من المخضرمين - كان يختم بأصحابه في
قيام رمضان القرآن كل عشرة أيام. حلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني 306/ 2،
وصفة الصفوة لابن الجوزي 3/ 221.
وقال القرطبي في كتاب التذكار في أفضل الاذكار ص 67: "وذهب كثير
من العلماء إلى منع الزيادة على سبع، أخذاَ بظاهر المنع في قوله: " فاقرأه في سبع
ولاتزد -يعني في حديث عبد اللّه بن عمرو السابق - واقتداء برسول اللّه لمجي!،
فلم يرو عنه أنه ختم القرآن كله في ليلة، ولا في أقل من السبع، وهو أعلم
بالمصالج والأجر، وفضل النّه يؤتيه من يشاء، فقد يعطي على القليل ما لا يعطي على
الكثير".
وروي أن عبد اللّه بن مسعود كان يقرأ الفرآن في غير رمضان من الجمعة إلى
الجمعة، ويقرؤه في رمضان في ثلاث، وكذلك كان تميم والأعمش يختمان في كل
سبع، وكان اُبَيّ يختمه في كل ثمان، وكان الأسود يختمه في ست، وكان علقمة
يختمه في خمس، جمال القراء وكمال الِإقراء لعلم الدين السخاوي 1/ 07 1.
وقد عقد أبو عمر الداني باباً في (كم يستحب ختم القرآن وما روي عن
الصحابة والتابعين في ذلك)، في كتابه البيان في عد آي القرآن صفحة 1 32.
بل إن بعض الصحابة والتابعين كان يقف في قراءته عند سورة بعينها، يظل
يرددها، أو آية بخصوصها، فلا يزال يكررها، طلباَ للتدبر، وخشوعاً لجلال المعنى،
وكان إمامهم في ذلك وقدوتهم رسول اللّه ع! يم.
فقد روي عن أبي ذر رضي النّه عنه: "أن رسول اللّه لمج! قام ليلة من الليالي
يقرأ آية وحدة الليل كله حتى اصبح، بها يفوم، وبها يركع، وبها يسجد " إِن تُحَذِّئهتم
فانهئم عِبَادُكَ وَإن تَغفِر لَهُمْ فَإِنَكَ أَنتَ اَتحَ! فِيُ لخكِيرُ (،ت، أ" أ المائدة: 118)، وعن تميم
الداري انه أتى المقام - في الكعبة الشريفة - ذات ليلة، فقام يصلي، فافتتج السورة
341

الصفحة 341