كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 1)

قل. ألهمنا الله وإياكم حسن المتابعة، وجنبنا الهوى والمخالفة ". سير أعلام النبلاء
3/ 84 - 86.
وذكر الذهبي ايضاً في ترجمة "أبي بكر شعبة بن عياش، أنه مكث نحواً من
أربعين سنة يختم القرآن في كل يوم وليلة مرة، وعلق على ذلك فقال: " وهذه عبادة
يخضع لها، ولكن متابعة السنة أولى، فقد صج أن النبيّ ع! ي! نهى عبد اللّه بن عمرو
أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث، وقال عليه السلام: "لم يفقه من قرأ القرآن في أقل
من ثلاث ". سير أعلام النبلاء 8/ 42 4.
وكذلك ذكر في ترجمة " وكيع بن الجراح " أنه كان يصوم الدهر، ويختم القرآن
كل ليلة، وعفب على ذلك فقال: "هذه عبادة يخضع لها، ولكنها من مثل إمام من
الأئمة الأثرية مفضولة، فقد صج نهيه عليه السلام عن صوم الدهر، وصج انه نهى ان
يقرأ القرآن في اقل من ثلاث، والدين يسر، ومتابعة السنة أولى ". سير أعلام النبلاء
43/ 9 1.
ومن قبل الذهبي، ذكر خطيب السنة الِإمام الجليل أبو محمد عبد اللّه بن
مسلم ابن قتيبة، في كتابه تأويل مشكل القرآن ص 233، قال: "ولم يفرض اللّه على
عباده أن يحفظوا القرآن كله، ولا أن يختموه في التعلم، وإنما أنزله ليعملوا بمحكمه
ويؤمنوا بمتشابهه، ويأتمروا بأمره، وينتهوا بزجره، ويحفظوا للصلاة مقدار الطاقة،
ويقرءوا فيها الميسور. قال الحسن - البصري - نزل القرآن ليعمل به فاتخذ الناس
تلاوته عملاً.
وكان أصحاب رسول الله ع! يم ورضي عنهم -وهم مصابيح الأرض وقادة
الأنام ومنتهى العلم - إنما يقرأ الرجل منهم السورتين والثلاث والأربع، والبعض
والشطر من القرآن، إلا نفراً منهم وفقهم اللّه لجمعه، وسهل عليهم حفظه، قال
أنس بن مالك: كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جد فينا، أي جل في عيوننا،
وعظم في صدورنا ".
344

الصفحة 344