كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 1)

الكرملي، ونقد احمد امين غير نقد الأمير الشهابي. . ."، المعجم العربي بين
الماضي والحاضر ص 63، وينظر أيضاَ المعجم العربي - نشأته وتطوره - للدكتور
حسين نضَار 747/ 2، والمعجم العربي - بحوث في المادة والمنهج والتطبيق-
للدكتور رياض زكي قاسم ص 259.
نقد المعاجم العربية:
ولعل اول من نقب هذا النقب، وفتج ذلك الباب في نقد المعجم العربي، في
عصرنا الحديث: هو: "احمد فارس الشدياق " صاحب مطبعة الجوائب الشهيرة
باستانبول، في كتابه المعروف "الجاسوس على القاموس "، وقد وضعه لاستدراك ما
فات الفيروزآبادي من "قاموسه المحيط " ورد ما وهم فيه من الألفاظ إلى أصولها،
وقد طبع باستانبول سنة 1299 هـ، وتوفي الشدياق سنة 1304 هـ= 1887 م، ثم
تتابعت النقود في ذلك الطريق، وإن اختلفت فيما بينها شرعة ومنهاجاَ، على ما تراه
مفصلاَ في المراجع الثلاثة المذكورة.
ولا ينبغي أن ننسى جهود العلماء القدامى في نقد المعاجم العربية، مثل نقد
ابن بري المتوفى (582) لصَحاح الجوهري، واسم كتابه: " التنبيه والِإيضاح عما وقع
في الصَّحاح"، ويعرف أيضاَ بحواشي ابن بري على الصَّحاح، وكذلك نقد صلاح
الدين الصفدي المتوفى (764) للصَّحاح أيضاَ، الذي سمَّاه: "نفوذ السهم فيما وقع
فيه الجوهري من الوهم ". ثم ما نثر 5 الفيروزآبادي المتوفى (817) من نقد للصَّحاح،
من خلال "القاموس المحيط "، لكن نقود هؤلاء اللغويين القدامى لم تمس أصول
المعجم العربي وقواعد 5 الأساسية، كما نرى في نقود المحدثين، وإنما هو نقد يدور
حول التصحيف والتحريف ونسبة الشواهد، وذكر بعض الأبنية في غير أصولها،
وإهمال بعض الأصول اللغوية.
وليس من غرضي هنا ان اناقش كل ما وُجِّه للمعجم العربي من نقد، فليس
هذا في وسعي ولا في طاقتي، وليس هذا مكانه، وإنما أحب ان اقف عند وجه واحد
من وجو 5 ذلك النقد. وهو ما يقال عن "سوء ترتيب المعجم العربي " أو "تشويش
367

الصفحة 367