كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 1)
مادته "، وهو كلام يتردد بين الكبار والمبتدئين، ولا يكاد يخلو منه نقد من نقود
المعجم العربي.
وفي رأي أن الحامل على هذا الوجه من النقد أمران: الأول: المقارنة
أو الموازنة الدائمة بين معاجمنا العربية وبين المعاجم الأوروبية، مثل "معجم
اكسفورد" و"معجم لاروس ". والامر الثاني: النظر في المعاجم الكبرى فقط، مثل
" لسان العرب " لابن منظور المتوفى (711)، و"تاج العروس من جواهر القاموس "
للمرتضى الزبيدي المتوفى (1205)، وهذا في رأي هو أصل الفضية وجوهرها،
فالذين يصفون المعجم العربي بسوء الترتيب وتشويش المادة لا يفتأون يقارنون بين
سهولة المعجم الأوروبي والوصول إلى المعاني فيه بيسر، وبين صعوبة المعجم
العربي والتخبط في ابنيته وتراكيبه، وهي مقارنة ظالمة، بل هي غير صحيحة، للفرق
الضخم بين العربية وبين غيرها من اللغات، فلغتنا لغة اشتقاقية، ومفرداتها بالغة
الكثرة، وما زلنا نجد صدق كلمة الِإمام الشافعي عن هذه اللغة في قوله: "ولسان
العرب أوسمع الألسنة مذهباً، وأكثرها الفاظاً، ولا نعلمه يحيط بجميع علمه إنسان
غير نبي "، الرسالة ص 42.
وما اظن الناظر في معجم أوروبي لمعرفة معنى كلمة أو تركيب يحتاج إلى
العدة والأدوات التي يحتاج إليها الناظر في معجم عربي، فهناك مراحل معينة لا بد
أن يمر بها الباحث في المعجم العربي ليجد بغيته في ذلك المعجم، وهي تقوم على
معرفة الأصل الاشتقافي للكلمة المراد البحث عن معناها. ومعرفة الأصل الاشتقاقي
هذا ترتكز على أسس أربعة:
(أ) حذف الزائد.
(ب) رد المحذوف.
(ج) تصحيج المعتل.
(د) فك المدغم.
وتحت كل فقرة من ذلك كلام كثير، هو علم الأبنية المعروف بعلم الصرف،
368