كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 1)
فيجد بغيته من اقرب طريق، ويعثر على ضالته بأقل جهد: الأفعال الثلاثية وحدها،
وما زاد على الئلاثة وحده، والأفعال اللازمة وحدها والمتعدية بعدها، ولا بأس أ ن
يميز بين المتعدي بنفسه، والمتعدي بالحرف، بل المتعدي لواحد ولاثنين وئلاثة،
والجموع يأتي القياسي منها وحده، والسماعي وحده، وأبنية المصادر وحدها
وأسماء المصادر وحدها، والمشتقات وحدها. وهذا كله منطق " ال! قطة " تصيبها في
عُرْض الطريق، او "الغنيمة الباردة " تحوزها بغير حولٍ منك ولا قوة.
نحن والفهارس:
لفد صنع ابن منظور معجمه "اللسان " في أوائل القرن الثامن، ونحن نحاكمه
بمنطق القرن الخامس عشر، وقد صنعه لقوم يقراون الكتب من أولها إلى آخرها،
ونحن نلزمه أن يكون قد نظر إلى ابعد من عصره، بل نريده أن يكون قد نظر إلينا على
وجه الخصوص، ونحن الآن لا نتعامل مع الكتب إلا عن طريق الفهارس، ولأخذ
حاجتنا فقط، وقَل ان تجد منا من قرا كتاباً كاملاً، للمعرفة وحدها، لا للمرجعية
فحسعا.
وما قيل عن ابن منظور و" اللسان " يقال عن المرتضى الزبيدي و" التاج "، فقد
جمعه الزبيدي من مراجع كثيرة، منها اللسان، وجمهرة ابن دريد، ومقاييس اللغة
لابن فارس، وأساس البلاغة للزمخشري، ئم كتب الصاغاني، واخضعها جميعاَ
للمنهج الذي ارتضاه صاحب اللسان.
على أن ابن منظور والمرتضى الزبيدي لو كانا قد أرادا ترتيب المادة اللغوية
على ما يريدها الناس الآن، لما استقام الأمر لهما ولا لغيرهما، فهناك أبنية لا تأتي إلا
مقرونة بغيرها، كأبنية المصادر التي تأتي عقب الأفعال، وكالجموع التي تأتي مفترنة
بالمفرد، ثم هناك الأبنية المرتبطة بالنصوص، والتي لو عُزلت عن سياقها في شاهدها
وسلكت مع نظائرها لفقدت روح دلالتها، وعندي من هذا وذاك أمثلة كئيرة، لا يتسع
المقام هنا لذكرها. وإن تفتيت المادة اللغوية على ما يريده الناس الَان يصادم روح
اللغة ونظامها، ولذلك تعجبني كلمة الدكتور رياض زكي قاسم، في كتابه الذي ذكرته
372