كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 1)
(1094 هـ) -وهذا الكتاب من أعظم الكتب وأنفعها، وإني أنصج به كل طالب
علم - وكشاف اصطلاحات الفنون للتهانوي، أتم تأليفه سنة (1158 هـ). وأبجد
العلوم لصدَيق القِنَّوْجي (1307 هـ). أما مؤلفاب القسم الثاني فشيء كثير، لا يتسع
له هذا المقام، انظره في مقدمة الدكتور حسن محمود الشافعي لكتاب: المبين في
شرح ألفاظ الحكماء والمتكلمين، لسيف الدين الَامدي (631 هـ)، ثم انظر كتابي:
الموجز في مراجع التراجم والبلدان والمصنفات وتعريفات العلوم.
فهذا هو بناء المعجم العربي، بناء ضخم متماسك، واضج المعالم، قريب
المورد، ميسور الاجتناء، ما لم تطبق عليه نظام المعجم الأوروبي، وتنتظر منه ان
يعطيك ما يعطيكه ذلك المعجم.
وبعد: فإن من الخير والعدل أن نتوقف عن الطعن في معاجمنا اللغوية،
ونُمسِك عن سوء الترتيب وتشويش المادة، نتجاوز هذا كله، ثم ننظر في أمر هذ5
المعاجم: نستدرك فائتها، ونكمل نقصها، ونبرز فوائدها، ونُيَ! ر سبيلها، وفي ذلك
الطريق، أطرح هذه المقترحات:
أولاً: جمع اللغة التي جاءب في كتب العربية الأخرى غير المعاجم، وذلك ما
تراه في اشعار العرب التي شرحها أئمة الأدب واللغة، من امثال الأصمعي وتلميذه
أبي نصر الباهلي، وأبي عمرو الشيباني، وابي العباس الأحول، وابن السكيت
وثعلب والسكري، وقد قدم هؤلاء مادة لغوية غزيرة من خلال شروحهم لما جمعوه
من شعر، هذا إلى اهتمام علماء كل فن وعلم باللغة، يقدمونها بين يدي علومهم،
كالذي ترا 5 مثلاَ في شرح أبي علي الفارسي لمفردات اللغة في كتابه: الشعر أو شرح
الأبيات المشكلة الِإعراب، وكذلك ما صنعه ابن الشجري في كتابه: الأمالي
النحوية. وبعض هذه الشروح اللغوية لم يرد في المعاجم اللغوية المتداولة، وقد تنبه
إلى ذلك ونبَّه عليه مشايخنا فيما نشرو 5 من كتب الأوائل، ومن ذلك ما ذكره شيخنا
أبو فهر بآخر طبقات فحول الشعراء باسم "ألفاظ من اللغة اخلَّت بها المعاجم
او قضَرت في بيانها"، وما ذكره أستاذنا عبد السلام هارون رحمه اللّه، من إحصاء
375