كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 1)
بالقاهرة، ويرى في هذا الذي يُكتب ما يوجب تحية كاتبه وإهداء5 شيئاً من مطبوعات
المنظمة، وما أظن هذا المدير القارىء المتابع قد اَثرني وحدي من بين الكاتبين بهذا
الفضل، فلا شك أنه يقرا لي ولغيري في الهلال، وفي سائر المجلات الثقافية،
ليكون في ذلك عون له على أداء رسالته وإنجاح عمل المنظمة التي يتولى إدارتها،
ولولا ما جاء في رسالته مِن ثناء بالغ على كتاباتي، لوضعت رسالته كلها هنا؟ ليرى
القارىء الكريم كيف يكون مدير المؤسسة الثقافية، على ما قال أبو زياد الأعرابي:
ولم يك أكثر الفتيان مالاً ولكن كان أرحبهم ذراعا
فقد اتى على مؤسساتنا الثقافية حين من الدهر كانت مناصبها العليا توزع على
اساس من التوازنات السياسية، وإرضاء جميع الأطراف، ولا ينبئك مثل خبير، ففد
عملت بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم خمس عشرة سنة، ورأيت انماطاَ
غريبة من أصحاب هذه المناصب العليا، وبعضهم لا صلة له بالثقافة، لا من قريب
ولا من بعيد، حتى إنه كتب ذات يوم: "لقد حضرت فوجت الباب مغلق " هكذا كتب
"وجت " وهو يريد " وجدت " وكأنه يكتبها كتابة صوتية، يكتب كما ينطق، وما رايت
هذا المدير إلا وانشدت قول البحتري:
الَان أيقنت أن الرزق أقسام لما تقلد امر البُرد حجام
"البرد: جمع البريد، والحجَام: هو الذي يتولى الحجامة، وهي المعالجة
بفصد الدم، أو امتصاصه بالمحجمة، وكان معروفاَ ومستعملاَ إلى عهد قريب "،
وهذا كما ترى احد مصائبنا الكبرى: ان يُوشَد الأمر إلى غير أهله، ولو تتبعت مراكزنا
العلمية ومنظماتنا الثقافية لوجدت فيها من هذه النماذج الكثير، على ما قالت العرب
في امثالها: "وفي كل واد بنو سعد".
ومهما يكن من أمر، فهذه المنظمة الِإسلامية للتربية والعلوم والثقافة التي
يديرها ذلك المدلر المثقف المتابع، انشئت في 3 مايو 1982 م، واتخذت الرباط
عاصمة المملكة المغربية مقراَ لها، والمغرب الأقصى، حرسه الله، ثغر من ثغور
380