كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 1)
إن الكتاب المطبوع هو أساس التواصل العلمي، والأصل فيه أن يكون متاحاً
لكل قارىء، إما بالشراء وإما بالِإهداء وإما بالِإيداع في دور الكتب العامة.
اما الشراء فليس متاحاً لكل الناس؟ لأمرين: الأمر الاول أن بعض هذه الهيئات
لا تطرح مطبوعاتها للبيع، والأمر الثاني ان بعض هذه المطبوعات ذات أجزاء كبيرة،
قد يصل بعضها إلى عشرة اجزاء، فلو عرض للبيع لشق ثمنه على كثير من أهل
العلم.
وأما الِإهداء فدائرته محدودة جداَ، على أن في هذا الِإهداء بعض الَافات،
وهو أنه يوجه احياناً لمن لا يعرف قدره، أو لا يدرك وجه النفع منه، وأعرف بعض
من يهدى إليهم كانوا يتركونه في الفندق؟ استثقالاً لحمله، أو فراراً من مؤونة الوزن
الزائد وتكاليفه في شركات الطيران.
أهمية إيداع المطبوعات:
فلم يبق إلا الوجه الثالث، وهو إيداع المطبوعات في المكتبات العامة، وهذه
المكتبات العامة ينبغي أن ينظر إليها على أنها: إما أن تكون مكتبات الدولة القومية،
مثل دار الكتب المصرية، والخزانة العامة بالرباط، وإما ان تكون مكتبات الجامعات
(مكتبة الجامعة نفسها، ومكتبات كلياتها ومعاهدها العليا).
فواجب على المنظمات والهيئات العلمية التي تعنى بطبع الكتاب العربي، أ ن
تتيحه لهذه المكتبات العامة، واجباً حتميّاً ونصيباً مفروضاً، لا مسامحة فيه، ولا
معذرة عنه. وكنت زمان عملي بمعهد المخطوطات التابع للمنظمة العربية للتربية
والثقافة والعلوم ارى قوائم ثابتة بالمعهد للجامعات والمراكز العلمية، نهدي إلى هذه
وتلك جميع مطبوعات المعهد، دون انتطار لطلب او استهداء.
وعلى الجانب الَاخر ينبغي ان يكون بمكتبات الجامعات والكليات متابعة
دائمة يقظة لجهات النشر والطبع شرقاَ وغرباً، مما يعرف في علم الكتاب بقسم
التزويد، وهذا في رأي جانب أساسي من عمل مدير المكتبة الجامعية أو امينها: أ ن
384