كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 1)
يتابع ما يُنشر، ويستهدي جهات النشر، فليس عمله فقط هو استقبال الكتب وتصنيفها
وتوزيعها على الأرفف، وفق نظام " ديوي " او تنظيم الفراءة أو الِإعارة بالمكتبة.
ومما يقترح هنا أن تقوم بكل كلية لجنة دائمة، يختارها عميد الكلية بترشيج من
رؤساء الأقسام، وتكون مهمة هذه اللجنة معاونة مدير مكتبة الكلية في متابعة ما
ينشر، واستهداء المراكز والهيئات العلمية، وأقترح أيضاًان يكون جمهور هذه اللجنة
من المعيدين والمدرسين المساعدين؟ لأن هؤلاء وهؤلاء أقرب إلى الكتاب، واكثر
حاجة له.
ومن وراء الِإهداء والاستهداء تبقى قضية بالغة الأهمية، وهي غياب مطبوعات
هذه المنظمات والهيئات العلمية عن وسائل الِإعلام، ففي كل صحيفة ومجلة من
صحفنا ومجلاتنا صفحات للأدب والثقافة، ترى فيها أبواباً ثابتة عن "الِإصدارات
الجديدة) إ، لكنك لا تطالع من هذه الِإصدارات إلا المجموعة القصصية لفلان،
والديوان الشعري لفلان، وكأن دنيا العلم والمعرفة قد خلت إلا من هذه القصص
وتلك الأشعار، على ما في بعض هذه وتلك من برد وغثاثة.
ويبدو أن هذه الِإصدارات إنما يسعى بها أصحابها إلى صفحات الجرائد
والمجلات، لتصنع لهم شهرة لا تقدم في طريق العلم أو الفن شيئاَ.
ولو كانت الأمور تجري على وجهها الصحيح لكان المشرفون على هذه
الصفحات الأدبية هم الذين يسعون بأنفسهم إلى جهات النشر، ويتابعون نشاط
المطابع في كل مكان وفي كل علم.
وأذكر هنا بما كان يصنعه الشاعر المحقق حسن كامل الصيرفي رحمه الله، في
مجلة الكتاب العربي، التي كانت تصدرها الدار المصرية للتأليف والترجمة في
منتصف الستينات، فقد كان - وهو مدير تحرير هذه المجلة - يحرر باباَ عنوانه:
(اخبار الكتاب العربي في العالم)، وكان يبذل فيه جهداً طيباَ في ملاحقة أخبار
الكتاب شرقاَ وغرباَ.
385