كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 1)
المطبوعة زاخرة بالأخطاء والتصحيفات، فيجب إعادة طبعه على هذه المخطوطات
النفيسة منه.
والعمدة لابن رشيق رايت منه بجامعة الِإمام محمد بن سعود الِإسلامية
بالرياض مخطوطة تشتمل على الجزء الثاني - وهو آخر الكتاب - بقلم نسخي نفيس
عتيق، لا يخرج عن القرن السادس، وكانت هذه المخطوطة في مِلك الأديب
المصري الشيخ علي الليثي، ثم خرجت من القاهرة واستقرت بالرياض، وكلها بلاد
الله، المهم اَلاَ تضيع المخطوطات، ودعك من حديث سرقة المخطوطات وبيعها فهو
حديث خرافة.
ماذا عن علم المخطوطات؟
وهذا الذي ذكرته لك ايها القارىء الكريم هو جزء من علم ضخم هو "علم
المخطوطات "، وهذا العلم ذو شعب كثيرة، وقد بدأ الاهتمام به حين استقر علم
"تحفيق النصوص ونشرها"، فإن النصوص حين تحقق إنما تعتمد على أصول
مخطوطة موئقة، ثم استقل الحديث عنه علماَ قائماَ بذاته، يتناول قضايا كثيرة: تبدأ
بتاريخ التدوين بعد انحسار عصر الرواية، وأدوات الكتابة من أقلام وأحبار، وما
يكتب عليه من عسب النخل، وعظام الابل، واللخاف: وهي الحجارة البيض
العريضة الرقيفة، والجلود والزَق - بفتج الراء - وهو الجلد الرقيق الذي يؤخذ من
بطن الغزلان، وتاريخ ظهور الورق وصناعته، واماكن وجود 5، وأنواعه من الصيني
والسمرقندي والمصري والبغدادي والمملوكي، ثم ما يتبع ذلك كله من الِإملاء
والنَسخ ومنازل النساخ وطبقاتهم، ئم معرفة منازل النُسخ للكتاب الواحد، وتقديم
نسخة على أخرى، وفق المعايير التي ذكرتها في مقدمة هذه الكلمة، ومعرفة الخط
العربي بنوعيه: المشرقي والمغربي، وتطوره وسمات كل عصر في نوع الخط الذي
يشيع فيه، وتوظيف ذلك كله في تقريب زمن كتابة المخطوط عندما يففد المخطوط
تاريخ كتابته، ومعرفة أمراض المخطوطات، من الرطوبة والأرضة، وهي تلك
الحشرة الَاكلة التي تسفَى في بلادنا المصرية: السوس او العُئة - وينطقها العوام
392