كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 1)

بكسر العين بعدها تاء مثناة من فوق، كما يقلبون الثاء تاء في بعض الكلمات، مثل
قولهم: تعلب بدل ثعلب، والتوب مكان الثوب - وطرق الوقاية من مثل هذه
الَافات، واصطناع الوسائل التي تحفظ المخطوطات من البلى، مثل فن الترميم.
ومن ميادين هذا العلم معرفة البلدان التي تكثر فيها المخطوطاب، أصالة
أو انتقالاَ، وحديث المكتبات العامة والخاصة، وما فُهرس منها وما لم يفهرس.
مسار التأليف العربي:
وقد تنازع معرفة هذا العلم والاهتمام به طائفتان من الناس، الطائفة الأولى:
هم العلماء المحققون الذين شغلوا بتحقيق المخطوطات ونشرها، والطائفة الثانية:
هم نفر من الناس اشتغلوا بهذا العلم جمعاَ وفهرسة ليس غير، كما يعنى جامع الاثار
بتحصيلها وتهيئتها للدارسين ليس غير، ومن الناس من حاز الفضيلتين وجمع بين
الاهتمامين: تحقيق المخطوطات وجمعها وفهرستها، وهذا الصنف من الناس قليل،
ولا شك أن من يشتغل بعلم المخطوطات من العلماء المحققين يكون أقدر من غيره
على تقييم ما يقع بين يديه من مخطوطات؟ لأنه يعرف مسار التأليف العربي وتطور 5
خلال العصور، كما أنه يدرك العلائق بين الكتب شرحاَ أو اختصاراًاو نقداَ
او تذييلاً، فضلاً عن معرفته بالموجود والمفقود من تراثنا، وتاريخ العلماء
وتراجمهم وتفلبهم في العالمين، وقد أدركت نفراً من هذه الطائفة كانوا يعرفون
أسماء الكتب ومداخلاتها، واسماء العلماء وكُناهم والقابهم وأنسابهم، وتاريخ
وفيَاتهم ومبلغ أعمارهم، كما يعرف الناس آباءهم، إلى جانب تلك الحصيلة اللغوية
التي تعين على قراءة العَسِر المعمَى من المخطوطات، والخطوة الأولى في الحكم
على المخطوط وتقييمه هو قراءته قراءة صحيحة مبراة من التصحيف، سليمة من
التحريف.
وقد كُتِبَتْ في علم المخطوطات دراسات كثيرة تناولت قضايا 5 كلها، وذلك في
المجلات المتخصصة، مثل مجلة معهد المخطوطات بالقاهرة، التي صدر العدد
الأول منها سنة 1375 هـ= 1955 م وما زالت تصدر بحمد اللّه، برغم ما تعرض له
393

الصفحة 393