كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 1)

استخدم كلمة "تحقيق" في صدر الكتب المنشورة، وهو ايضاً ناشر كتاب "أنساب
الخيل " وكتاب "الأصنام" كلاهما لابن الكلبي، وقد جمع مكتبة مخطوطات قيمة
عرفت في دار الكتب المصرية بالمكتبة الزكية، ومحب الدين الخطيب العالم الناشر،
وهو صاحب المكتبة السلفية، والناشر العظيم ذو الأثر الكبير محمد أمين الخانجي،
والعالم التونسي الكبير حسن حسني عبد الوهاب، والفقيه التطواني بمدينة سلا
بالمغرب، وأحمد عبيد بدمشق.
وقد ادركت من تلاميذ هذا الجيل العظيم وورثته اسمين كبيرين: فؤاد سيد
عمارة، ومحمد رشاد عبد المطلب.
أما فؤاد سيد، فقد كان أمين المخطوطات بدار الكتب المصرية، وكان هذا
الرجل آية في معرفة المخطوطات وقراءتها، ومَيْزِ صحيحها من زائفها، وعتيقها من
محدثها، مع اطلاع واسع وحافظة قوية. وأما محمد رشاد عبد المطلب فقد عمل
بمعهد المخطوطات بالقاهرة منذ إنشائه سنة 1946 م إلى حين وفاته سنة 1975 م،
وقد خرج في بعثات المعهد لتصوير المخطوطات، من القدس والهند وتركيا
والمغرب والسعودية، وكان اعجوبة زمانه في معرفة المخطوطات ومظان وجودها،
وكان يتحدث عنها حديث العاشق المدلّه بحبها، كما كان له معرفة واسعة بالكتاب
المطبوع، زماناَ ومكاناَ، وفرق ما بين الطبعات.
وقد كان لهذين الرجلين فضل ظاهر على جمهرة الدارسين والباحثين، وأشهد
- وقد جلست إليهما زماناَ وتعلمت منهما الكثير - انهما دلاَ اعداداَ كبيرة من طلبة
الدراسات العليا على مصادر وموارد في أبحاثهم لم يكونوا بالغيها إلا بشق الأنفس،
بل لعلهم لم يكونوا يقفون عليها لولا عونهما ومساعدتهما.
علماء المخطوطات:
ثم عرفت من علماء المخطوطات غير هذين الكئير، من امثال صلاح الدين
المنجد، وهو سوري تولى إدارة معهد المخطوطات بالقاهرة سنوات، كانت من
395

الصفحة 395