كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 1)

ازهى سنوات ذلك المعهد، وكان من انشط والمع من تولوا إدارة المعهد، وهو الذي
حرك المعهد في انشطته المختلفة، من تصوير ونشر وفهرسة، وكان أول رئيس تحرير
لمجلة المعهد.
ومن المغرب عرفت اسماء كبيرة في علم المخطوطات، مثل محمد العابد
الفاسي أمين المخطوطات بمكتبة القرويين بفاس، وكان جبل علم، مات وفي صدره
الكثير، ومحمد إبراهيم الكتاني أمين المخطوطات بالخزانة العامة بالرباط، وله
دراسات كثيرة حول علم المخطوطات، وله أيضاَ اكتشافات جيدة في نسبة
المخطوطات المجهولة إلى اصحابها، أذكر منها هنا اكتشافه لنسبة مخطوطة الجزء
الثاني من كتاب " تذكرة النحاة " لأبي حيان الأندلسي، وعبد السلام بن سودة صاحب
كتاب "دليل مؤرخ المغرب الأقصى "، والعلامة التقي النقي بفية السلف الصالج
الشيخ محمد المنوني، زين المغرب الأقصى، ونور الرباط وبهجتها، جلست إليه
ورويت عنه، وهو إلى جانب اشتغاله بعلم المخطوطات باحث عظيم، وله تحقيقات
وتصانيف جياد - وبخاصة في تاريخ المغرب ومظاهر نهضته، ويبذل علمه في سخاء
واريحية لكل من يقصده أو يكاتبه، اطال اللّه في النعمة بقاءه.
وعرفت أيضاَ من علماء المخطوطات: إبراهيم شبوح بتونس، ومحمد بن
شريفة بالمغرب، ومن المملكة العربية السعودية علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر،
وعبد الرحمن بن سليمان العثيمين، ومن اليمن القاضي إسماعيل الأكوع، وأخاه
القاضي محمد اكوع، وعبد اللّه الحَبْشي، وهو باحث جيد، ومن العراق أسامة
النقشبندي، وقاسم السامرائي، وله اهتمام خاص بتاريخ الورق وصناعته، ومن
الكويت عبد اللّه يوسف الغنيم، وله اهتمام خاص بمخطوطات الجغرافيا العربية،
ومن تركيا رمضان شَشَن.
وإنما استكثرتُ من ذكر هذه الأسماء - وقد عرفتها من خلال اشتغالي بهذا
العلم سنوات ذات عدد - لأدلل على أن علم المخطوطات في عالمنا العربي يرتبط
396

الصفحة 396