كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 2)

وقد كتبت رسالة في "التصحيف والتحريف " حاولت فيها أن أجمع أسباباً
لحدوث هذه الطاهرة، وقد انتهيت إلى عشرة أسباب، يدور معظمها حول الجهل
بغريب اللغة ومعانيها ولغات القبائل ولهجاتها، وخداع السمع، وخفاء معنى الكلمة
على الناسخ أو القارىء، فيعدل بها إلى كلمة مأنوسة مألوفة تتفق حروفها او تتفارب
مع الكلمة الغامضة، ثم الجهل بأنماط التعبير عند الفدماء، والجهل بمصطلحات
العلوم، واسماء البلدان، ثم الِإلف والعادة، وضربت لذلك كله الأمثال، من الكتب
المطبوعة، وأحاديث الناس ومحاضراتهم، مما لا يتسع المقام لذكر 5 هنا.
التصحيف. . وتغيير ا لتنقيط:
وتبقى قضية خطيرة جذاَ، أرجو من قارئي الكريم أن يمنحني شيئاَ من وقته
واهتمامه، وأنا أدعو له بالسلامة والعافية إن شاء الله:
لقد جاء في رد وزارة التعليم الذي نشرته الأهرام يوم الثلائاء 8/ 8/ 1995 م في
الاعتذار عن الخطأ الواقع في شعر احمد شوفي، هذا الكلام: ما حدث من خطأ يعود
كما يعرف اهل اللغة إلى ظاهرة شائعة في تراثنا العربي تسفَى "التصحيف"، وكما
يعرت الجميع أن المقصود بالتصحيف هو تغيير التنقيط من حيث الوجود والعدم،
وهي ظاهرة تتكامل مع ظاهرة أخرى تسمَى "التحريف " وتؤدي إلى اختلاف موضع
التنفيط بين حروت الكلمة، ومن أشهر الأدلة على ذلك في ترائنا القراءة المشهورة
للآية الكريمة في سورة الحجرات رقم 6: " يهأيها اَثَذِينَ ءَامَوأ إِن جَا بَهؤُفَاسِق بِنَبَإ فتًبَئؤُأ
أَن تصُيُبى قَؤلا*مجهَنَؤ فَشصبِحُوا عَكَ مَا فَحَقتُرنَدِمِينَ أر-مَفي "، حيث تقرأ "فتثئتوا)) كما قرئت
"فتبئنوا" أما في الشعر العربي فهناك الالاف من الائيات التي رويت بروايات متعددة
جميعها صحيح من حيث الوزن وإن اختلفت من حيث الكلمة والشكل والمعنى
والدلالة، ويتضمن ذلك بديهيّاَ ظاهرتا التصحيف والتحريف ".
وهذا كلام وا 5 ضعيف، بل قل: إنه كلام لا وزن له، وأمسك القلم عن
الاسترسال في وصفه، ولكني احب ان اسأل: كيف يتأتى وصف ظاهرة " التصحيف"
403

الصفحة 403