كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 2)
نعم، قال: انت في آلكنيف من قدمك إلى انفك، قلت: لم حاشيت العينين؟ قال:
حتى ترى هوان نفسك، يقول الفرزدق: فبهت. ربيع الأبرار 1/ 1 71.
وروي عن الجاحظ قال: "ما خجلتني إلا امرأة، حملتني إلى صائغ، ففالت:
مثل هذا، فبقيت مبهوتاَ، فسالت الصائغ، فقال: هي امرأة استعملتني (اي طلبت
مني أن اعمل) صورة شيطان، فقلت: لا أدري كيف اصوره، فاًتت بك، ففالت:
مثله " اي اصنع مثله. ربيع الأبرار 853/ 1، ومعلوم أن الجاحظ كان دميماَ قبيج
الوجه.
صحة العقل:
وروي أن المحدث الجليل سفيان بن عيينة بكى يوماَ، ففال له يحيى بن
أكثم: ما يبكيك يا ابا محمد؟ قال: بعد مجالستي أصحاب أصحاب رسول اللّه ع! ير
بليت بمجالستكم! ففال له يحيى - وكان حدثاَ-: فمصيبة أصحاب أصحاب
رسول الله ع! ي! اعظم من مصيبتك! قال: يا غلام، أظن السلطان سيحتاج إليك، ربيع
الأبرار 1/ 669، ويريد سفيان ان يصف يحيى بصحة العقل حين أحسن الدفاع عن
نفسه وعن ابناء جيله، ثم رد المذمة عليه، وأن مثله جدير بأن يتخذه السلطان عوناَ
وسنداَ، وفي رواية اخرى ان يحيى بن اكثم حين سمع هذا الكلام من سفيان بن
عيينة قال له: أتنصف يا أبا محمد؟ قال: إن شاء الله، قال له: واللّه لشقاء من جالس
أصحاب رسول الله ع! ير بك اشد من شقائك بنا، فأطرق وتمثل بشعر أبي نواس:
خل جنبيك لرام وامض عنه بسلام
مت بداء الصمت خير لك من داء الكلام
تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 4 1/ 193.
وقد ألَف غرس النعمة ابو الحسن محمد بن هلال الصابي المتوفى (480 هـ)
كتاباَ سمَّاه "الهفوات النادرة " جمع فيه أخباراَ عن سقطات الناس وأخطائهم التي
اوقعتهم فيها الغفلة وسوء التفدير، وكان اول خبر يورده من ذلك ما وقع فيه هو
416