كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 2)
النحو العربي .. والحِمى المستباح (1)
[1]
من أمثال العرب الشائعة قولهم: "ذكَّرتَني الطعن وكنتُ ناسياَ"، ويضرب في
الحديث يستذكر به حديث غيره، كما قال الزمخشري.
وقال أبو هلال العسكري: يضرب مثلأ للشيء ينساه الِإنسان وهو محتاج إليه.
وقد ذكرت ذلك حين قرأت في جريدة الأهرام 26/ 6/ 1996 م مقالة للأستاذ
الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، عنوانها: "حين يستوي الصمت والكلام " وقد
أعاد في هذه المقالة كلامأ قديماً عن اللغة والنحو، كان قد كتبه في الأهرام أيضأ
بتاريخ 4/ 3/ 1992 م و26/ 8/ 1992 م، وكنت قد رددت عليه في عددين من
الهلال (نوفمبر - ديسمبر 1992 م). (راجع ما مضى ص 6 0 2، 4 1 2).
ويقول الأستاذ أحمد عبد المعطي حجازي في كلمته الأخيرة هذه: "وبعض
الناس يظنون أن اللغة معناها النحو، ولهذا قد يستغربون هذه الضجة التي نثيرها؟ لأن
القيامة في رايهم لن تفوم إذا أخطأ أحدنا او أخطأنا جميعاً، فجعلنا الفاعل منصوباً
او حتى مجروراً بدلاً من ان نجعله مرفوعاً كما يطالبنا النحاة به، والحقيقة أن هذا
فهم بالغ السذاجة، فاللغة ليست النحو، والمبالغة في الاهتمام بالنحو ليست دائماً
دليلاً على نهضة أدبية أو حاسة لغوية يقظة، بل ربما كانت بالعكس دليلاً على ضعف
السليقة وانحطاط الملكة.
__________
(1) مجلة "الهلال"، سبتمبر 996 1 م.
437