كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 2)

الكلالة؟ فقالوا: الورثة إذا لم يكن فيهم أب فما علا، ولا ابن فما سفل. فقال: فهي
إذن تمييز". قال ابن هشام: "وتوجيه قوله أن يكون الأصل: وإن كان رجل يرثه
كلالة، ثم حُذف الفاعل وبُني الفعل للمفعول، فارتفع الضمير واستتر، ثم جيء
بكلالة تمييزاَ"، ثم عقب ابن هشام برايه في المسألة.
اما المثال الثاني: فهو ما ذكر 5 معربو القراَن الكريم في الفرق بين الرفع
والنصب في جواب " ماذا" من قوله تعالى: " وَإِذَا ملَ لَهُم مَّاذَا أَنزَل! رَلُبهُ! قَالوُا أَشَطِيرُ
اَلأَؤلِينَ لىص ظ) " أ النحل: 4 2)، وقوله تعالى:! وَقِيلَ لِفَذِينَ اَتَقَؤا مَاذَا أَنزَلَ رَتبهُئم قَالُوأ
ضَةيم " 1 النحل: 30)، وواضج هنا ان سياق الايتين واحد، في (قيل) المبني
للمجهول، ثم في صورة السؤال (ماذا أنزل ربكم)، ومع ذلك فقد جاء الجواب في
الَاية الأولى برفع (أساطير)، وفي الثانية بنصب (خيراً).
وتوجيه الرفع في (أساطير) أنه خبر لمبتدا محذوف، تقديره "هو"، اما توجيه
النصب في (خيراً) فهو أنه مفعول به لفعل محذوف، تقدير 5 "أنزل ".
قال المعربون: وإنما قُدر في الأول "هو" ولم ولعدر " أنزل "، لأن الاية إخبار
عن الكافرين، والكافر جاحد لِإنزال القرآن، وإنما هو عنده كذب وأساطير، كما
حكى القرآن عنهم في قوله تعالى: " وَقَالوأ) شَطِيُر اَلاولِب ا! تَتَبَهَافَ! لضُكَ
عَلتهِ بُؤ وَأَصِثيلأ! ة،) " أ الفرقان: ه)، وقدَر في الثاني " انزل" لائه من جواب
المؤمنين بأن القرآن منرل من عند اللّه.
قال الزمخشري عقب تلاوة الَايتين: "فإن قلت: لِمَ نصب هذا ورفع الأول؟
قلت: فصلاً بين جواب المُقِز وجواب الجاحد، يعني أن هؤلاء لصا سُئلوا لم
يتلعثموا، واطبقوا الجواب على السؤال بيناَ مكشوفاً مفعولاً للِإنزال فقالوا خيراَ: أ ي
أنزل خيراَ، واولئك عدلوا بالجواب عن السؤال، فقالوا: هو أساطير الاولين، وليس
من الِإنزال في شيء"، (الكشاف 2/ 07 4).
فهذا أثر العلامة الِإعرابية في تحديد الدلالة والفصل بين المعاني، وسوف تقوم
448

الصفحة 448