كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 2)

وَأَموَلم اقتَرَهتُوهَا وَصتخرَةُ تَخْشَؤنَ كَسَادَهَا وَمَشَكِنُ تَرض! ونَهَاَ أحًمث اليَم شِفَ اَطَهِ
وَرَسُودِ"] التوبة: 24) - قرأها برفع (أحسبُئ وحقها النصب لأنها خبر كان - قال
الحجاج: لا جَرَم، لا تسمع لي لحناَ ابداَ، فألحقه بخراسان "، (طبقات فحول
الشعراء لابن سلام ص 13)، كأن الحجاج غَضبَ فنفا 5.
والخبر الثاني: عن الأخفش، قال: كان أمير البصرة يقرأ: " إِنً اَطَهَ وَمَلَححَضَ!
يُصَحلُونَ كَلَ اَلنبئ "] الأحزاب: 56)، برفع (وملائكتُه)، فمضيت إليه ناصحاَ له،
فزبرني وتوعدني، وقال: تُلَخَنون امراصكم.
وفي رواية أن اللاحن كان محمد بن سليمان الهاشمي أمير البصرة أيضاَ، وانه
رضي عن الأخفش لتنبيهه إيا 5، وأجاز 5. (إنبا 5 الرواة للقِفطي 2/ 1 4).
وقد قلت إن القرون (الثاني والثالث والرابع) تمثل بداية التأليف في النحو
وتدرجه ونضجه، ففي القرن الثاني ظهر كتاب سيبويه الرائد، وفي القرن الثالث جاء
ابو بكر بن السراج بكتابه الأصول، الذي قيل فيه: "كان النحو مجنوناً حتى عقَله ابن
السراج بأصوله ". وفي القرن الرابع جاء العَلَم الضخم أبو علي الفارسي، إمام
الصناعة النحوية، وتلميذ 5 العبقري ابو الفتح ابن جني، وفي وسط هؤلاء الأعلام
ظهر نحاة كثيرون، في البصرة والكوفة وبغداد والشام ومصر والأندلس.
وفي تلك القرون الثلاثة ظهر النحو ظهوراً بيناً على ساحة الفكر العربي،
واخذ الاهتمام به أشكالاَ كثيرة: تآليف في النحو خالصة، وأعاريب للقرآن الكريم،
وكتباَ في توجيه قراءاته والاحتجاج لها، مثل: معاني القرآن للفراء (207 هـ) -
والمعاني في ذلك الوقت يراد بها الِإعراب - ومجاز القرآن لأبي عبيدة (210 هـ)
ومعاني القرآن للأخفش (215 هـ) ومعاني القرآن للزجاج (311 هـ) وإعراب القرآن
للنحاس (238 هـ) والحجة للقراء السبعة لأبي علي الفارسي (377 هـ) والمحتسب
في تبيين وجوه شواذ القراءاب لابن جني (392 هـ).
ثم تجلى الاهتمام بالنحو ايضاً في شروح الشعر الجاهلي والِإسلامي، وقد
451

الصفحة 451