كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 2)
المنطق "، وما صنعه ابن قتيبة في "أدب الكاتب ".
أما النهضة الأدبية المواكبة لذلك الاهتمام النحوي في القرون الثلاثة
المذكورة، فلست أعرف سبيلاَ للتدليل عليها، ولا احسب أن الأستاذ حجازي يخفى
عليه مكان هذه الكتب واجتماع النحو واللغة والأدب فيها: البيان والتبيين للجاحظ،
وعيون الأخبار لابن قتيبة، والكامل للمبرد، وامالي ابي علي القالي، ويبرز كتاب
الكامل من بين هذه الكتب، بعنايته الفائقة بالنحو.
اما الشعر والشعراء فلا يخفى تألفهما في تلك الفرون الثلاثة التي اهتم فيها
أهل العلم بالنحو، وهاتان قائمتان بأبرز النحاة وابرز الشعراء الذين تعاصروا في
ذلك الزمان، أسوقهما تذكرة للمبتدئين، أما اهل العلم فهم أقدر مني على معرفة
ذلك:
النحاة: سيبويه (0 8 1 هـ)، ا لكسا ئي (9 8 1 هـ)، ا لفراء (7 0 2 هـ)، ا لمبرد
(286 هـ)، ثعلب (291 هـ)، الزجاج (311 هـ)، ابن السراج (316 هـ)، السيرافي
(368 هـ)، ابو علي الفارسي (377 هـ)، ابن خالويه (370 هـ)، ابن جني (392 هـ).
الشعراء: بشار بن برد (167 هـ)، أبو نواس (198 هـ)، مسلم بن الوليد
المعروف بصريع الغواني (08 2 هـ)، ابو العتاهية (1 1 2 هـ)، أبو تمام (231 هـ)، ابن
الرومي (283 هـ)، البحتري (284 هـ)، ابن المعتز (296 هـ)، المتنبى (354 هـ)،
ابو فراس الحمداني (357 هـ)، الشريف الرضي (6 0 4 هـ).
ومن المعروف أنه كانت هناك خصوصية بين بعض هؤلاء النحاة وبعض
هؤلاء الشعراء، أذكر منها ما كان بين ابي العباس المبرد والشاعرين البحتري وابن
الرومي، فالبحتري يدعو المبرد إلى حضور مجلسه على النهر، في قصيدة يقول
فيها:
ودوام المُدام يُدْنيك مفَن كأت تهوى وإن جفاك الحبيبُ
فائتنا يا محمد بن يزيد في استتار كي لا يراك الرقيبُ
454