كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 2)

ثم يمدحه بشعر اَخر، يقول فيه:
ما نال ما نال الأمير محمد إلا بيمن محمد بن يزيد
ديوان البحتري ص 132، 774 (تحقيق حسن كامل الصيرفي).
وابن الرومي يمدح المبرد أيضاَ في قصيدة طويلة، بلغت عدة ابياتها (98)
بيتاَ، يفول في اولها:
طرقت اسماء والركبُ هُجودُ والمطايا جُنْجُ الأوزارِ قُودُ
ديوان ابن الرومي ص 751 (تحقيق د. حسين نصار).
ثم أذكر ايضاَ الخصوصية التي كانت بين ابن خالويه وابي فراس الحمداني،
وقد شرح ابن خالويه ديوانه الذي نشره الدكتور سامي الدهان.
ومن اشهر الصلات بين نحوي وشاعر ما كان بين أبي الفتج ابن جني
وابي الطيب المتنبي، فقد اجتمعا معاَ في بلاط سيف الدولة بن حمدان بحلب،
وفي مجلس عضد الدولة بن بويه بشيراز، وكانا يتبادلان الِإعجاب، ويتقارضان
الثناء، وكان المتنبي يقول عن ابن جني: "هذا رجل لا يعرف قدره كثير من الناس "،
وكان إذا سئل عن شيء من دقائق النحو والتصريف في شعره يقول: " سلوا صاحبنا ابا
الفتح "، ئم كان إذا سئل عن معنى قاله، أو توجيه إعراب حصل فيه إغراب دل عليه،
وقال: "عليكم بالشيخ الأعور ابن جني فسلوه، فانه يفول ما اردت وما لم أرد".
ا لاستشهاد بالشعر:
واما ابن جني فقد كان يُجلُّ المتنبي، وهو أول من شرح ديوانه، وقد شرحه
شرحين: أحدهما كبير يسقَى: "الفسر" اي التفسير، وقد طبع جزء منه بتحقيق
الدكتور صفاء خلوصي، والشرح الَاخر صغير يسفَى: "الفتح الوهبي على مشكلات
المتنبي "، وقد طبع في جزء واحد بتحقيق الدكتور محسن غياض.
ومن وراء ذلك فقد كان ابن جني يثني على أبي الطيب ويستشهد بشعره،
متجاوزاَ بذلك ما حدده متشددو النحاة من الوقوف بالاستشهاد عند الشاعر
455

الصفحة 455