كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 2)
وابن هشام آيتان من آيات الضعف، ومظهران من مظاهر الانحطاط.
وأنا أسأل الشاعر الكبير، وأقول له: من أنبأك هذا؟ ثم ما هي جريرة ابن منظور
وابن هشام عندك حتى تهوي بهما إلى مكان سحيق من التخلف والانحطاط؟ اهو
شيء استنبطته أنت بقراءاتك، وقامت لك شواهده، ولمعت أمامك أدلته، فنبئنا
بتأويله؟ أم هو كلام سقط إليك مما نقرأه من البلايا التي تصب علينا هذه الأيام، تريد
ان تغتال تاريخنا اغتيالاً، تحت شعار: تنوير العقل العربي؟ فدُلَّنا على مصدر هذا
الكلام، واخرج من العُهدة فيه.
وابن منظور هنا: هو جمال الدين أبو الفضل محمدبن مكرم بن علي
الأنصاري الِإفريقي المصري، ينتهي نسبه إلى الصحابي الجليل رُوَيْفع بن ثابت،
والِإفريقي في نسبه معناها التونسي، فقد كانت إفريقية في ذلك الزمان يراد بها تونس
الان.
ولد ابن منظور يقيناً بالقاهرة سنة 630 هـ، ونشأ بها وتعلم وصنّف، وتوفي بها
أيضاً سنة 711 هـ، وخلاصة أمره أنه كان مشتغلأ بالأدب نظماً ونثراً، مع معرفة
بالنحو واللغة والتاريخ، وتولى وظيفة كاتب الِإنشاء بالدولة، وكان كثير النسخ ذ ا
خط حسن.
وقد عُرف ابن منظور باختصاره للكتب، فاختصر كتاب الأغاني، وهذبه ورتبه
على الحروف، وقد طبع هذا المختصر في ثماني مجلدات.
ومن الكتب التي اختصرها ابن منظور أيضاً: الحيوان للجاحط، وزهر الاداب
للحُصري، ويتيمة الدهر للثعالبي، والذخيرة لابن بسام، ونشوار المحاضرة
للتنوخي، وتاريخ بغداد للخطيب، والذيل عليه لابن النجار، وصفة الصفوة لابن
الجوزي، ومفردات ابن البَيطار، وسرور النفس بمدارك الحواس الخمس للتيفاشي،
نشره الدكتور إحسان عباس، وتاريخ مدينة دمشق لابن عساكر، ويقوم على تحقيقه
الَان الدكتور رضوان السيد الأستاذ بالجامعة اللبنانية.
457