كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 2)
المواضع قول ابي فهر: "واما ثاني اللفظين الطليقين، وهو "مُدِلّ"، فقد أساء الناس
فهمه، وتبعوا في ذلك المرزوقي، حين فسره بأنه: "هو الواثق بنفسه وآلاته وعدته
وسلاحه "، فهذا تفسير يذبح الشعر بغير سكين "، وفوله: "واما "يجدي "، فقد ذهب
المرزوقي وسائر الشراح إلى انه من "الجدوى"، وهي العطية، وهذا لغو وفساد"،
وقوله: "وهذا فساد كبير في تناول معاني الشعر، ولا يُعدُّ بياناً عنه، بل هو طرح
غشاوة صفيقة من "الابهام" ينبغي أن تزال، وإلا فقد الشعر بهاءه بانتقاص دلالات
ألفاظه دماهمالها". ويصف بعض شروح المرزوقي بأنه كلام لا تحقيق له " وإنما هو
كذب محض، وبذلك أباد المرزوفي معنى القصيدة إبادة من لا يرحم ".
ويقول: "والمرزوقي إمام جليل من العلماء بالعربية، ولكنه ليس من العلماء
بالشعر في شيء، وقد جزر البيت جزراً بسكين علم اللغة، واستصفى دمه بتفسيره
الذي أساء فيه من جهتين "، ويصف بعض كلام المرزوقي، فيقول: "وهذا كلام بارد
غثٌ سقيم، فاختلسه التبريزي في شرحه، فلم يحس بشيء من برده؟ لأنه نشأ بتبريز
من إقليم أذربيجان، وهو إقليم بارد جداً"، وراجع لهذه النصوص: كتاب ابي فهر:
"نمط صعب ونمط مخيف " صفحات 182، 191، 213، 230، 256، 259،
وهذا الكتاب من أوئق الدلائل على بصر أبي فهر بالشعر واللغة والنحو.
3 - ابن فارس من أئمة العربية، وله في التأليف المعجمي كتابان جليلا
القدر: المقاييس والمجمل، وفد نقل ابو فهر بعض شروحه اللغوية التي لم يطمئن
إليها، فقال: "ولا أدري هل يصح نقل ابن فارس او لا يصح. . . وأنا لا أطمئن إلى
اقوال ابن فارس إلا بحجة مؤيدة "، طبقات فحول الشعراء ص 238.
4 - مما نشره أبو فهر قديماً جزء من كتاب "إمتاع الأسماع " للمقريزي،
نشره عام 0 194 م، يفول المقريزي في مفدمة كتابه: "واللّه أسأل التوفيق لديمة العمل
بالسنة "، ويعلق أبو فهر فيقول: "يريد لدوام العمل، فأخطأ، وشبّه عليه حديث
عائشة وذكرب عمل رسول الله! شَي! فقالت: "كان عمله ديمة "، شبَّهته بالديمة من
المطر في الدوام والاقتصاد".
490