كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 2)

دراسة في مصادر الأدب (1)
للدكتور الطاهر أحمد مكي
[2]
فرغت في المقال السابق من عرض هذا الكتاب الجليل وبيان فضله وجدوا 5
على ناشئة هذا الجيك. واليوم أستجيب لرجاء المؤلف الفاضل في قبول أي ملاحظة
تعين على تقويم عمله هذا، وتصلج ما قد يكون قد داخله من نقص أو خطأ، فأقول
وباللّه الاستعانة:
أول ما يجب مناقشته من قضايا الكتاب ما ذكر 5 المؤلف الفاضل في ص 43
عن تاريخ الثقْط في الحروف العربية، قال: "وأول محاولة للنقط كان دافعها
وهدفها، كبقية العلوم الأخرى: الحفاظ على دقَّة ضبط القرآن الكريم، وكان الناس
يقرأون في مصاحف عثمان رحمه اللّه وهي غير منفوطة ولا معجمة فيخطئون القراءة،
فكلمة (سلو) قراها حفص بن سليمان بن المغيرة (نبلو) وقراها عبد اللّه بن مسعود
(تتلو)، وكلمة (سسا) قرأها حفص (تثبيتا) وقراها مجاهد بن جبر (تبيينا). والَاية
(حعل السمط "السقاية" في رحل أحط) قرأها رجل: (جعل السفينة في رجل أخيه)
وأمثلة أخرى كثيرة، وقف عليها حمزة الأصفهاني مؤلفًا كاملاً هو "التنبيه على
حدوث التصحيف ".
ومؤدى هذا الكلام أن الاختلاف في القراءات القرآنية راجع إلى تجرد
المصاحف من نفط الحروف، وأن ذلك جعل كل إنسان يقرأ بما يؤديه إليه اجتهاد 5.
__________
(1) مجلة "الهلال"، أغسطس 97 9 1 م.
503

الصفحة 503