كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 2)

وهذا خطأ محض، ووهم غليظ - وليغفر لنا الاستاذ الكبير هذه الأوصاف؟
لأن الأمر يتصل بكتاب ربنا عزّ وجل - ولعل أول من وقع في ذلك في عصرنا هو
المستشرق المجري جولدزيهر (1850 - 1921 م) وذكره في كتابه " مذاهب التفسير
الِإسلامي" ثم ردده من بعد 5 المستشرق الأسترالي الأصل آرثر جفري، وذكره في
مقدمة تحقيقه لكتاب "المصاحف" لابن ابي داود الذي نشره بالمطبعة الرحمانية
بمصر 1355 هـ- 1936 م، وقد خُدع بذلك الراي بعض الباحثين العرب، ومنهم
الدكتور عبد الواحد وافي، رحمه الله، وذكره في كتابه " فقه اللغة " في طبعته الاولى،
ولكنه عدل عنه في الطبعات التالية.
وقد رد هذا الرأي ودفعه الدكتور عبد الفتاح شلبي في كتابه "رسم المصحف
العثماني " والشيخ عبد الفتاح القاضي، في كتابه "القراءات في نظر المستشرقين
والملحدين ".
السند المتصل:
وخلاصة الأمر في هذه الفضية: ان القراءات القرآنية كلها أساسها السند
المتصل والرواية المتواترة عن رسول اللّه! ير بما نزل به جبريل عليه السلام. فالقراءة
سنة واتباع واثر، ولا دخل لرسم الحروف فيها، ولا دخل كذلك للغة ولا للنحو،
وعلماء اللغة والنحو يحتجون للقراءات، او يحتجون لها بعد ثبوتها بالرواية والسند
الصحيح، وقد أشرت إلى شيء من ذلك في مقالة سابقة بالهلال (سبتمبر 1995 م)
فلا أعيد ما ذكرته هناك. (انطر ص 399).
لكني أذكر هنا مثالين لاختلاف القراءات تبعًا لاختلاف الرواية فقط، مع أ ن
الرسم العثماني واحد غير مختلف:
المئال الاول: في قوله تعالى في فاتحة الكتاب "ملِكِ يَرْهألدِّلى! **؟ "
1 الفاتحة: 4،، وقوله عر وجل: " قُلِ اَلئَهُرً مَنِكَ اَلمُفكَ " ا آل عمران: 26،، وقوله
سبحانه في سورة الناس: " مَلِثِ اَلنَّاسَ (ثر،". فلو تأملت المواضع الثلاثة في
504

الصفحة 504