كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 2)

(1978 1) جذراً، ومن وراء ذلك فإن لتاج العروس أهمية اخرى، وهو أنه عني إلى
جانب اللغة بضبط المشتبه من الأعلام والأنساب والألقاب، كما عني بكتب الطب
والنبات وسائر المعارف العامة. ثم كانت له عناية فائقة بالبلدانيات والجغرافية
العربية، وبخاصة جغرافية اليمن ومصر، وما أكثر المواضع في هذين البلدين التي
يقول فيها: رايتها او شاهدتها - انظر على سبيل المثال مادتي: شبر - حلل، وتأمل
أسماء البلاد " شبرا - والمحلة "، فقد احصاها عدداً، وذكر أنه راى بعضها ودخلها.
لكل هذه الأسباب اتجهت أنظار الناشرين مبكراً إلى طبع هذا الكتاب الجليل،
فكانت اول طبعة له طبعة جمعية المعارف بمصر من سنة 1868 م - 1870 م. لكنها
طبعت خمسة اجزاء فقط. ثم توقفت. وبعد ذلك خرجت منه طبعة كاملة في عشرة
مجلدات كبار سنة 1888 م بالمطبعة الخيرية لصاحبها عمر حسين الخشاب أوهو جد
الدكتور يحيى الخشاب رحمه اللّه ا.
ويذهب زمان ويجيء زمان، وفي اوائل الستينات الميلادية تقوم وزارة الِإرشاد
والأنباء بدولة الكويت بمشروع عظيم لنشر كتب التراث، وقد أعدت لهذا المشروع
عدته، فاختارت نصوصاً عالية، ومحققين كباراً.
ثم كانت الوثبة الكبرى في نشر تاج العروس للزَّبيدي، فوزعت أجزاؤه على
طائفة من المحققين الأثبات، وصدر الجزء الأول منه سنة 1385 هـ= 1965 م.
وهذا هو موضع الأشجان من كلمة الأستاذ سامج كريم، لقد قدر لهذا الكتاب
ان يكون في أربعين مجلداً، وقد تم تحفيق هذه المجلدات كلها، لكن الذي تم طبعه
منها إلى الان تسعة وعشرون جزءاً ففط، وبقي أحد عشر جزءاً.
ولمَّا كنا الان في سنة 1998 م، فيكون قد مضى على صدور الجزء الأول ثلاثة
وثلاثون عاماً، وهو زمن بعيد جدّاَ، فقد صار " العروس " شيخاً، واوشك " التاج " أ ن
يسقط من فوق رأسه، وهذا التراخي في إخراج كتاب هو من عمد تراثنا اللغوي
لا يقبل من دولة تملك المال، وتعرف للثقافة حقها وتقدر العلم قدره، ولها في نشر
العلم والتنمية الثفافية مكان ومكانة.
538

الصفحة 538