كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 2)
شُصِيبَة قَالُوَاإئا لِئَهِ وَإباَ إئهِ رَجِعُونَ لإفئ" 1 البقرة: 6 5 1)، وقا ل تعالى: " إِن أَنتُصْ ضَحَرئغ فِى
ألارَضق فَأَصحنيهُم ئُصِحيبَةُ ائمَؤلث" 1 المائدة: 6 0 1 1 - وإن كانت المصيبة في اللغة كل ما
أصاب الِإنسان - وتعظم هذه المصيبة إذا كان الراحل يقف على ثغر من ثغور العلم
ولا يقوم أحد مفامه، وما أكثر الثغور التي تسقط برحيل حراسها، ولقد عاش كمال
النجمي حياته كلها حارساًاميناً من حراس الفن الراقي -كلمة مقروءة ونغمة
مسموعة - يجلوه ويذود عنه.
إننا إذا رحل عنا عزيز نقول كما قال التابعي الجليل يوسف بن أسباط: "ذهب
من يؤنس به ويستراح إليه " (صفة الصفوة لابن الجوزي 263/ 4). وما أحرانا إذا
رحل عنا عالم ان نقول: النهُمَّ عوضنا به خيراً، وهيىء لهذه الأمة رشدها، ثم نأمل
الخير في الاستخلاف، ونتشبث بمثل قول العز بن عبد السلام: " ولن تخلو الأرض
من قائم دلّه بحجة " (البرهان في علوم القرآن للزركشي 1/ 379)، وبمثل قول الحافط
الذهبي: " ففي الناس بقايا خير"، (سير أعلام النبلاء 7/ 0 25).
ولا يبقى إلا رجاء: إلى دار الهلال، ثم إلى أولاد الراحل الكريم:
فأما الذي إلى دار الهلال: فهو ان تصدر الأعمال الكاملة لكمال النجمي، على
أن يشمل ذلك كتبه المطبوعة بين دفتين، ثم مقالاته المتناثرة في الهلال والمصور
والكواكب وغيرها.
وأما الذي إلى أولاده: فألا يفرطوا في أي قصاصة ورق تكون في مسودة من
مسودات والدهم ويدفعوها إلى دار الهلال لنشرها، ثم رجاء آخر إلى هؤلاء الأولاد
البررة، ان يحافظوا على مكتبة والدهم، وليعلموا ان أباهم كان يحب كتبه كما يحب
اولاده، ولعله قد أخذ عليهم موثقاً في ذلك، وليس لي ان أقترح وجهاً من وجوه
المحافظة على مكتبة الراحل العزيز، لكني اخشى أن تدفع إلى من لا يعرف قيمتها،
أو ان تبفى حبيسة الأرفف والجدران تغتالها الأيام اغتيالاً.
وانتم أيها الكتاب والمفكرون - أطال اللّه في النعمة بقاءكم - لا تغفلوا عن
548