كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 2)
وقال ابن الجوزي عن نفسه، في آخر كتابه القصاص والمذكرين ص 195:
" وإني ما زلت اعط الناس وأحرضهم على التوبة والتفوى، فقد تاب على يدي إلى ان
جمعت هذا الكتاب أكثر من مائة الف رجل. . . وأسلم على يدي أكثر من مائة
ألف"، وانظر تفصيلاًاكثر في: كتاب الذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب
410/ 1.
فهذا وجه من وجوه الشبه بين ابن الجوزي والشيخ الشعراوي، وثمة وجوه
شبه اخرى، منها هذه التعبيرات والتراكيب الوعظية التي ترد في كلام الشيخين،
ذكر ابن رجب في المرجع السابق ان الناس قد طربوا في مجلس ابن الجوزي،
فقال لهم: "فهمتم فهمتم " الأولى من الفهم، والفاء فيها أصلية، والثانية من
الهيام، والفاء فيها حرف عطف. وذكر ابن رجب أيضا أن رجلاَ سأل ابن الجوزي:
"ايهما أفضل: أسبّج أم أستغفر؟ ففال: الثوب الوسخ احوج إلى الصابون من
البخور؟ "، وواضح ان الصابون هو معادل الاستغفار، وان البخور هو مقابل
التسبيح.
وكما ازدحم الناس على جنازة الشيخ الشعراوي في بلدته (دقادوس (ازدحم
الناس على جناز 3 ابن الجوزي في بغداد، قالوا: "وحملت جنازته على رؤوس
الناس، وكان يوماً مشهوداً بكثرة الخلائق وشدة الزحام، حتى إنه أفطر جماعة من
شدة الحر"، وكانت وفاته في رمضان.
ومن العجيب أن ابن الجوزي توفي عن عمر يناهز السادسة والثمانين، وكذلك
كان عمر الشيخ الشعراوي يوم وفاته.
وبقي وجه شبه آخر بين الِإمامين: وهو أن كليهما كانت تقدم له الهدايا الكثيرة
من الأمراء وأصحاب اليسار، ولكن هل كان ابن الجوزي يجعل من هذه الهدايا نصيباَ
مفروضاً لمصارف البر والتوسعة على الناس، كما شاع وذاع عن الشيخ الشعراوي؟
علم ذلك عند ربي!.
567