كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 2)

الفاسدة، والدعوة إلى هدم الواقع، او تثبيت الأفكار عند مواضع العوج في دنيا
الناس ".
لم يعاد يوسف إدريس:
نعم أفلت الشيخ الشعراوي من ذلك كله، فلم يستغضب أحداَ، ولم يعاد
احداَ، وحين عبس الدكتور يوسف إدريس في وجهه وتناوله وسخر منه، لم يثأر منه
ولم يحرش جماهيره به، بل تركه حتى ذهب إليه الدكتور يوسف بنفسه، واعتذر
إليه، وكأنه بذلك يحقق قوله تعالى: " ادغ بِاَلَتى! أَحْسَنُ فَإِذَا اَلَّذِى بَئك وَبَئنَه عَدوةٌ
؟ لم وَلِىكّل حَمِيوٌ أآ بنإ" افصلت ا، ومن اللافت للنظر أن الشيخ الشعراوي قد ضمن هذه
الَاية الكريمة في شعر له قديم، قال:
يا من تضايقه الفعا ل من التي ومن الذي
ادفع فديتك (بالتي) حتى ترى (فإذا الذي)
وهذا لون من الشعر، يضمن فيه الشعراء شيعاَ من الفرآن الكريم، ويجعلونه في
قوافيهم، ومنه قول الشاعر:
الا يا أيها المرء اهـ تي ألهمُّ به بَرَّحْ
وقد انشد بيتاَ لم يزل في فكره يسنح
إذا اشتد بك العسر ففكر في (ألم نشرح)
فعسر بين يسرين إذا أبصرته فافرح
انظر: زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي 9/ 166.
وممن عرف بهذا اللون من الشعر أبو بكر محمد بن أحمد المعروف بالخباز
البلدي، من شعراء الفرن الرابع، قال:
سار الحبيب وخلف القلبا يبدي العزاء ويضمر الكربا
قد قلت إذ سار السفين بهم والشوق ينهب مهجتي نهبا
لو أن لي عِزَّا أصول به الأخذت كل سفينة غصبا)
572

الصفحة 572