كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 2)

للخطيب البغدادي، ومثل: التكملة والذيل والصلة، للصاغاني، والأصل: الصَّحاح
للجوهري.
وقد ترجم الأستاذ احمد العلاونة لأربعمائة وستة وثلاثين علماً (436)، وذكر
انه ابتدأ بوفيات سنة 1396 هـ- 1976 م، وهي السنة التي أعقبت وفاة الزركلي،
ومعنى ذلك أنه ترجم للأعلام المتوفين فقط -وهو شرط الزركلي في الأعلام -
ولكنه ذكر كلاماَ في مقدمته يوحي بأنه ترجم لبعض الأحياء، وذلك قوله: "وبلوت
من بعض المعارضين الذين يكتبون تراجمهم لي ولغيري خصالاَ ذميمة، منها: ان
احدهم كان يفيض في ترجمته، ويغدق عليه كل مديج حسن، وينسب إليه ما ليس
له، وإذا شارك في تاسيس شيء ما افرده لنفسه، وإذا سئل عن عمره صغَّره ليفال: إنه
نبغ صغيراَ، فيرى القارىء حسناَ ما ليس بحسن، فكان علي أن أغربل ذلك كله ".
ماَخذ على الزركلي:
وقد راى الباحث من تمام الفائدة أن يتعفب الزركلي في بعض ما سها عنه،
أو أخل به، فذكر مآخذ 5 هو عليه، ثم ذكر أيضاَ مآخذ الأستاذ محمد أحمد دهمان،
من علماء سورية، وماَخذ القاضي إسماعيل الأكوع من اليمن، وهذا كله جيد، فإن
"النقد يجبر النقص ويقيم العوج ويصلح المُناَد"، وقد نقل الباحث كلمة شيخنا محمود
محمد شاكر، بزَد الله مضجعه: "فإن جودة العلم لا تتكون إلا بجودة النقد ولولا
النفد لبطل كثير علم ولاختلط الجهل بالعلم اختلاطاَ لا خلاص منه ولا حيلة فيه ".
وقد دعا الباحث العلماء إلى نقد كتابه، وها أنذا أستجيب له، رعاية لحق العلم
واداء للأمانة، فأقول:
اول ما أناقشك فيه أيها الباحث الكريم: المعيار الذي اعتبرته للأعلام الذين
يستحقون الترجمة، فأنت قد أخذت على الزركلي أنه ترجم لبعض المجاهيل أو ممن
ليسوا احق بالترجمة، وقد وقعت أنت في ذلك فترجمت لطائفة أعرف بعضهم عن
قرب، فبعضهم دزَس لي وبعضهم كان صديقاَ لي، وهم اهل فضل، لكنهم ليسوا
هناك، ومحلهم من العلم محدود، وليس كل من ولي منصباً أو نال جائزة، او شرف
592

الصفحة 592