كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 2)
الباحث قد عوَل على هؤلاء الذين استشارهم - وذكرهم في مقدمة كتابه - فأشاروا
عليه ببعض اصدقائهم الراحلين "وحسن في كل عين ما تود".
وثاني ما أنافش فيه الباحث الكريم: قضية الحيدة والموضوعية في
ترجمة الأعلام، فعلى كاتب الترجمة ان يكون حذراً كل الحذر في صياغة
الترجمة، وكبج جماح القلم، حتى لا ينزلق إلى ذكر الرأي الخاص، وهو
من محاسن كتاب: "الأعلام" للزركلي رحمه اللّه، ولم يراع الباحث ذلك، فقد
غلبه هواه، ومن ذلك ما ذكره في ترجمة الرئيس المصري "محمد انور السادات "
(ويلاحظ انه ذكره في حرف الهمزة، وكان المنهج يقتضي ان يذكره في حرف
الميم).
إنكار حرب رمضان وشماتة لا تليق:
فمما قاله في هذه الترجمة: "ان السادات اشترك مع سورية في حرب خاطفة
ضد إسرائيل. . . غير أن إسرائيل استفادت من تلك الحرب أكثر مما خسرت "، وهذا
خَلْف من القول، وباطل من الراي، واكثر الناس بغضاً للسادات لا يسعه أن يقول
هذا، فإن حرب رمضان التي خطط لها وكتم خبرها وقادها السادات كانت نصراَ كبيرأ
للعرب ولمصر، وقد غسلت العار عن جبين الأمة العربية، وقد رأى الناس كلهم
صورة الفيلق الِإسرائيلي الماسور بقيادة +عساف ياجوري "، ئم رأينا ورأى الناس
تلك الاستحكامات والبنايات الراسخة التي أقامها اليهود في "عيون موسى " تحت
الأرض وكأنها هي التي يقول اللّه عر وجلّ في وصفها: " لَايُمئلُونَتم جمَيعًا إِلًافِى
قُرى نحصَحَنَةٍ أَؤ مِن وَرَآءَجدُرِ" أ الحشر: 4 1،، نعم رأينا هذه البنايات المحكمة وقد دكها
جيش مصر.
ثم يقول الباحث ايضاَ عن مقتل السادات: "إنه قتل بطريقة مدهشة، وابتهج
الناس بفتله "! وهذه شماتة لا تليق، ثم إن ذلك التعميم في قوله: "ابتهج الناس بقتله"
غير صحيح، فلئن كان بعض الناس قد ابتهج بقتله، فإن كثيرين قد حزنوا له، ولم
يفنع الباحث بذلك كله حتى نشر صورة الهجوم على المنصة، وأنا لا أدافع عن
594