كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 2)
ص 51 من كتابه. فنقول إذن ما قاله علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه عن امراة قالت
كلاماً لا يظن ان يكون منها: " أما والنّه ما قالته ولكن قُوّلَتْه ".
ثم إن الأستاذ سمير غريب لا يعرف فكر محمود شاكر وتوجّهاته ورايه في
الحضارات السابفة على الِإسلام، بل هو لا يعرف لغته، والدليل على ذلك انه وقف
عند كلمة له واعتبرها غامضة، وهي قول الشيخ: "من أعظم الاثار الفنية التي يعدها
الجيل الأوروبي "، يفول الأستاذ سمير: "وتعبير الجيل الأوروبي هذا غامض "،
وأقول: ليس غامضاً، فالجيل في كلام العرب: هو الصنف من الناس، وقيل:
الأمة، وقيل: كل قوم يختصون بلغةٍ: جيل. فباي هذه المعاني أخذت يكون تأويل
كلام الشيخ!
وما أريد أيضاً أن استطرد في مناقشة الأستاذ سمير غريب، لكني ما كنت أحب
له أن يتورط في تلك الظاهرة التي شاعت في زماننا الرديء، وهي ظاهرة التحرش
بالناس وإغراء السفهاء بهم، وذلك قوله: " وخطورة كلام محمود محمد شاكر هنا أنه
يمكن ان يستند إليها المتطرفون دينياً بغير تأمل ولا تفكير سليمين، وقد نادت به
بالفعل جماعات الِإرهاب باسم الدين في مصر بعد نشر كلام شاكر بحوالي خمسين
عاماَ".
والذي لا تعرفه يا أستاذ سمير أن محمود شاكر كان من أكثر الناس بغضاَ لهذه
الجماعات التي اشرت إليها، بل إن مواقفه ضد الِإخوان المسلمين وكل الجماعات
الِإسلامية، مواقف معروفة غاضبة ومستنكرة، وكان يجهر بمواقفه هذه ولا يكتمها،
وكذلك كان أخوه الأكبر محدث العصر الشيخ أحمد شاكر، ومقالته عقب اغتيال
محمود فهمي النقراشي مشهورة، وكان قد سمَّاها: "ديَّد الِإيمان الفتك "، ونشرها
على الناس، بجريدة الأساس، فاقرأوا التاريخ يا ناس! (وانتظروا آخر كلمة لي في
هذا المقال، ففيها رفع لهذا الالتباس).
ثم أطوي الكلام لأفرغ إلى ما قاله الأستاذ حسينِ أحمد امين، وقبل ذلك احب
أن أسأل: ما هذا يا قوم؟ أتهاجمون الرجل بعد أن غيَّبَه القبر؟ لماذا لما تردُّوا على
611