كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 2)
منها فكفر عن يمينك وَاتِ ائَذي هو خير"، اخرجه البخاري في اوائل كتاب الأيمان
والنذور 8/ 59 1، وانظر: أسباب النزول ص 72، وتفسير الطبري 4/ 422.
فالَاية لا تنهى عن الحلف والأيمان، كيف والأيمان تُطْلَب، وتدور عليها وبها
احكام كثيرة في الشرع؟ ومع هذا البيان والتوضيح والتصحيح لموضع الاستشهاد من
الاية الكريمة، ينبغي ان يكون معلوماَ أن الِإفراط في الحلف مكروه ومذموم، لأنه
يؤدي إلى الكذب، وقد قيل في تفسير قوله تعالى: " وَاَض! وا أَيئنَكُغ "] المائدة:
89،، إن المعنى: بترك الحلف، فإنكم إذا لم تحلفوا لم تتوجه عليكم هذه
التكليفات. راجع تفسير الفرطبي 6/ 285.
يفول النّه تعالى: "وَاَئقُوا اَدئَهَ وَيُعَمُ اَدلًهُ "] البفرة: 282،، يستشهد
كثير من الناس بهذه الاية على انَّ التقوى طريق وسبب لتعليم اللّه وتوفيقه لعباده،
ويسوون بينها وبين قوله تعالى: " ان تَئَقُوأ اَدلَّهَ ئححَل لكُتم فُرْقَانَا"] الأنفال: 29،،
وقوله تعالى: "وَمَن يَتق اَلئَهَ تحعَل تَهُ ونَحرَبم (وبم وًلرْزُقهُ مِن حَتثُ لَاتحتسَث " 1 ادروق:
2، 3،، وهذا التفسير غير صحيح، وبدءة ذي بدء، فإن اَيتي الأنفال والطلاق مبنيتان
على أسلوب الشرط والجزاء، وليس كذلك آية البفرة، فانتفت التسوية، هذا أولاً.
وثانياَ: فإن هذا الجزء المتلوّ من الَاية إنما هو ختام لَاية المداينة: "يَكأَيهَا
اَلَّذِلِىءَامَنُوَأ إذَا تَدَايَنتمُ بِدَجمخ الَى+ أَجَلى ئُسَعى فَاَتحتُبُوةُ. . . " الَاية، وهي أطول اَية في
الكتاب العزيز، وقد اشتملت على أحكام في كتابة الدَّين والِإشهاد عليه، والرهن،
وقد ختمت الَاية بقوله تعالى: " وَاَتَّقُوا اَدلَّهَ وَيُعَحُمُ اَدلَّهُ "، اي: واتقوا اللّه فيما
امركم به ونهاكم عنه، ويعلمكم الله أحكامه المتضمنة لمصالحكم. وقال الطبري:
" يعني بفوله جل ثناؤه (واتقوا اللّه): وخافوا اللّه أيها المتداينون في الكتاب والشهود،
ان تضاروهم. . . ويعني بقوله: (ويعلمكم اللّه): ويبين لكم الواجب لكم وعليكم "،
تفسير الطبري 6/ 93.
وهذا هو التوجيه الصحيح للآية الكريمة، لكن بعضاً من قدامى المفسرين
وخهوا الاية على المعنى الذي يشيع عند العوام، ومن هؤلاء القدامى: ابن عطية في
642