كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 2)

المحرر الوجيز 2/ 520، والقرطبي 3/ 06 4، وابن كثير 1/ 0 50، لكن المحققين
على غير ذلك.
قال الزركشي في البرهان 4/ 43 1: "واما قوله تعالى: " وَاَتَّمُوا اَدئَهَ
وَيعَلِمُىٌ اَدلًه "، فظن بعض الناس ان التقوى سبب التعليم، والمحققون على
منع ذلك، لأنه لم يربط الفعل الثاني بالأول ربط الجزاء بالشرط، فلم يقل: " واتقُوا
النَّهَ يُعَلِّمْكُم"، ولا قال: "فيعلمكم اللّه"، وإنما أتى بواو العطف، وليس فيه ما
يقتضي أن الأول سبب للثاني، وإنما غايته الاقتران والتلازم، كما يقال: زرني
وأزورك، وسلِّم علينا ونسفَم عليك، ونحوه، مما يقتضي اقتران الفعلين والتعارض
من الطرفين، كما لو قال عبد لسيده: أعتقني ولك عليّ ألف، أو قالت المراة
لزوجها: طلقني ولك ألف، فإن ذلك بمنزلة قولها: بألف أو عليّ الف، وحينئذ
فيكون متى علم اللّه العلم النافع اقترن به التقوى بحسب ذلك. ونظير الَاية قوله
تعالى: " فَاَغبُذهُ وَتَوَتحَل علة" اهود: 23 1 1.
وقال أبو حيان في البحر المحيط 2/ 354: "ويعلمكم الله: هذه جملة تذكر
بنعم الله التي اشرفها التعليم للعلوم، وهي جملة مستأنفة لا موضع لها من الِإعراب،
وقيل: هي في موضع نصب على الحال من الفاعل في (واتقوا) تقدير 5: واتقوا الله
مضموناً لكم التعليم والهداية. . . وهذا القول - أعني الحال - ضعيف جدّاً، لأن
المضارع الواقع حالاَ لا يدخل عليه واو الحال إلاَّ فيما شذَّ من نحو: قمت وأصُك
عينه، ولا ينبغي أن يحمل القراَن على الشذوذ".
يقول النّه تعالى: " وَلَاتُؤمنُوَاإلَآ لِمَن تَيعَ ص ينَ! " ا آل عمران: 73).
وهذه آية يضل في فهمها كثير من الناس، وبخاصة تلك الطائفة من المتعصبين
الجهلة، يقولون: إن اللّه نهانا ان نسمع لمن ليس من ديننا، وألا نتبع إلا من هم على
ديننا الِإسلامي الحنيف، وسياق الَاية وسبب نزولها ينفيان ذلك، فالَاية السابقة
تقول: " وَقَالَت ظَالفَةورمِن أَقلِ اَتكِتَض ءَامِنُوا باِلذِىَ أُنزِلَ عَلىَ اَلَذِيى ءَامَنُوأ وَتجهَ اَلنَهَارِ وَاَكفُرُؤأ
ءَاخِرَلُم لَحَ! هُغ يَرْجِعُونَ بربم وَ!! يخوَا!! لِمَن تَغَ دِيخَ! "، فالَاية نزلت في اليهود، حيث
643

الصفحة 643