كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 2)
قال بعضهم لبعض: ادخلوا في دين محمد أول النهار باللسان دون الاعتفاد، واكفروا
به في آخر النهار، ثم قال بعضهم لبعض: ولا تصدقوا إلا من تبع دينكم، فكان
يهوديّاً. فالاية تحكي عن مكر اليهود، ومحاولتهم تشكيك المؤمنين في دينهم،
ورغبتهم في أن يرجعوهم عن دينهم، ولا تخاطب الاية المؤمنين وتنهاهم عن متابعة
غير المسلمين، وانظر: أسباب النزول ص 4 0 1، وتفسير الطبري 5/ 1 51.
في يوم جمعة وفي أثناء الخطبة اندفع الخطيب يحث المصلين على اصطحاب
اطفالهم لحضور الجمعة والجمعات، وأخذ يحشد الأدلة والشواهد، إلى أن انتهى
إلى قوله تعالى: " خُذُوأزِينَهيَئُ عِندَكل مَ! تجِد" أ الأعراف: 31)، فكبا كبوة لا ينهض
منها، وعثر عثرة يصعب عليه التخلص منها، وذلك أنه رد "الزينة " في هذه الَاية إلى
أختها في سورة الكهف 46 " ائمَالُ وَاَلبَخُونَ! بنَةُ اَلحَيَؤةِ اَلذُسا"، ويا بُعد ما بينهما! وقد
غفل هذا الخطيب عن سبب نزول تلك الاية، وهو ما روي عن ابن عباس أنهم كانوا
في الجاهلية يطوفون بالبيت عراة، الرجال بالنهار، والنساء بالليل، وكانت المراة
تقول وهي تطوف:
اليوم يبدو بعضه أو كله وما بدا منه فلا أحله
فالزينة في سورة ا لأعراف: هي الثياب، وما وارى العورة، وكذلك تفسر " الزينة"
في الاية التي تلي ذلك: " تُلْ مَن حَرمَ زِينَةَ اَدئَهِ الَتِىَ أَخرجً لِعِبَاصهِء" 1 الأعراف: 32)،
وانظر: أسباب النزول ص 222، وتفسير الطبري 2 1/ 389.
يقول تعالى: " أَقِوِ اَلضعَلَؤةَ لِدُلُوكِ ألخمَّمسِ إكَ غَسَقِ اَلتلِ وَقُرءَانَ اَلفَبر إِنَ قُرةَانَ اَلفَخرِ
؟ تَ مَشهُودا اأ 7،" 1 ا لِإسراء: 78).
يخطىء بعض الناس في تفسير "قرآن الفجر" هنا بأنه القرآن الذي يتلى ساعة
الفجر، ثم يخطىء بعض المذيعين حين يقدمون التلاوة في ذلك الوقت، فيقولون:
قرآن الفجر يتلوه الشيخ فلان. والصحيج ان المراد بقرآن الفجر، هو صلاة الفجر،
أي صلاة الصبح، وعبر عنها بالقرآن خاصة دون غيرها من الصلوات؟ لأن القرآن هو
أعظمها. إذ قراءتها طويلة ومجهور بها. قال القرطبي: "وقد استفر عمل المدينة
644