كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 2)
امثال: حفني بك ناصف، والشيخ أحمد الِإسكندري، والشيخ مصطفى طموم،
وأحمد بك العوامري، فكان ذلك الكتاب مهاباً جليل القدر، وكان يُنظر إليه بتوقير
شديد، على غير ما نراه الآن من النظر إلى الكتاب المدرسي نظرة استخفاف وازدراء،
بل إن هذا الوصف "كتاب مدرسي " قد صار مجلبة للتنقص وطريقاً إلى المعابة، وآية
ذلك انه لا يحسب في موازين الأستاذ الجامعي، فلا يؤخذ في ترقية، ولا يفدم إلى
جائزة، ولا شك أن الذي كره إلى الناس ذلك "الكتاب المدرسي " أنه يتخذ الان
سبيلاً للتربح وجمع المال.
وفي طريق الكتاب المدرسي قام الجارم بعمل جليل آخر، هو تقديم عيون
التراث إلى النشء الصغار من تلاميذ المدارس، ومن ذلك تلك الطبعة من " البخلاء"
للجاحظ، التي أخرجها مشتركاً مع أحمد العوامري، ثم كتاب "الفخري في الَاداب
السلطانية والدول الِإسلامية" لابن الطقطقي، مشتركاً مع الجغرافي الكبير محمد
عوض إبراهيم، وكتاب "المكافأة وحسن العقبى " لأحمد بن يوسف الكاتب،
مشتركاً مع أحمد أميمت، وكتاب " تهذيب الأخلاق " لمسكويه، مشتركاَ مع نفر من كبار
الأساتذة. فانظر ماذا كان يقدَّم لطلبة المدارس في تلك الأيام؟
فهذا هو الشطر الأول من أثر علي الجارم، في التأليف اللغوي والنحوي، سقته
على سبيل الوجازة والاختصار.
أما الشطر الثاني منه فمجلاه نشاطه في مجمع اللغة العربية ولجانه. وقد كان
الجارم أحد الأعضاء المؤسسين للمجمع، واشترك في لجانه كلها، فرشَخ تقاليد
مجمعية لا زالت باقية إلى الآن، وملأ اللجان باقتراحاته ومناقشاته، مما هو مذكور
ومسطور في مجلة المجمع ومحاضره.
ومن بحوثه واقتراحاته:
الترادف - طرق تكميل المواد اللغوية - المصادر التي لا افعال لها - وضع
قواعد جديدة يستعان بها في اشتقاق الأفعال من الجامد- بحث في فعيل بمعنى
مفعول وبمعنى قابل للفعل - الجملة الفعلية اساس التعبير في اللغة العربية - الوضع
649