كتاب مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي (اسم الجزء: 2)
أبا احمد الموسوي، الملفب بالطاهر، وهو والد الشريف الرضي، والشريف
المرتضى، ومطلعها:
أودى فليت الحادئات كفاف مال المسيف وعنبر المستاف
و "المستاف " هي إحدى القوافي التي انتزعها الجارم من قصيدة ابي العلاء،
ذكرى كحالية الرياض شميمها راح النفوس وراحة المسعتاف
وليست "المستاف " وحدها هي التي انتزعها الجارم من قوافي أبي العلاء في
هذه القصيدة، فهناك أخريات، تراها في القصيدتين، وهي: الألاف - عبد مناف -
دراف - الرجاف - الأصداف - الأطراف - الرعاف - ثقاف - الأسياف - قوادم
وخواف - ا لضا في - قواف - ا لأشراف - سلاف - ا لمصطاف - ا لأعطاف -
المئناف.
ومع ذلك فتبقى في قصيدة الجارم قواف، هي من كيسه ومن حر ماله، ومن
أحلاها وأعذبها واخفها دماً، مع عربية أصيلة، قوله:
إن الفتى ما فيه من أخلاقه فإذا ذهبن فكل شيء "ما في"
والحذف هنا بعد " ما في " جميل جداً.
وهكذا يكون الشاعر الكبير: تمتلىء نفسه بموروث الكلام: شعرا ونثراَ،
ويجري هذا الموروث في دمه جريان الدم في العروق، وتخالط بشاشته قلبه وعقله،
ثم يفيض على لسانه: شريف المحتد موصول النسب، ولكنه يبدو هو في نفسه سامق
الهامة، عالي الطول، كذلك الطول المتوارث في بني عبد المطلب.
ومن وراء ذلك كله فللجارم في شعره استعمالات دالة على بصره باللغة
والتصريف، يقول في إحدى قصائده:
هبني رجعت إلى الأوتار رنتها فهل لشرخ الصبا واللهو رجعان
657